words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 13 مارس 2020

(25) قالوا: إن طالبان (ومثلها العراق) دولة شرك وأن ما تقوم به الحكومات عبارة عن تحالف كافر ضد كافر




ومن الشبه التي أثيرت أيضا قول بعضهم: إن (طالبان) دولة (قبورية) يقوم عليها طائفة من المشركين، لذلك فالتحالف مع أمريكا هو في حقيقته إعانة كافر على كافر!
بل ومنهم من يقول: إعانة كتابي على مشرك، والكتابي أقرب إلينا من المشرك!
والجواب على هذه الشبهة من وجوه:
الوجه الأول: أن القاعدة الشرعية تقول (البينة على المدعي)، فمن ادعى هذا الشيء فعليه أن يقيم بينتين:
البينة الأولى: وجود الشرك الأكبر في تلك البلاد.
والبينة الثانية: أن حكام تلك البلاد يقرون هذا الشرك.
فإن لم يقم هاتين البينتين فهو من الكاذبين.
الوجه الثاني: أن بلاد الأفغان ليست بلادا نائية لا يصل إليها أحد، بل قد جاءها كثيرون من المسلمين منذ أكثر من عشرين سنة وحتى اليوم، ووقفوا عليها وعلى أحوالها، ومنهم طلبة علم ودعاة معروفون، وقد شهد كثير منهم على مجموعةٍ من قادة الأفغان وعلمائهم وزعمائهم أنهم بريئون من الشرك الأكبر، ولا يقرونه، بل ينكرونه، ووجود البدع لا يقتضي وجود الشرك، وفرق بين البناء على القبور مثلاً - وهو بدعة - وبين الطواف عليها والذبح عندها والنذر لها - وهو شرك أكبر -، وبين تحري الدعاء عند قبور الأولياء - وهو بدعة - وبين دعاء الأولياء - وهو شرك أكبر -، وبين التبرك بآثار الصالحين - وهو بدعة - وبين صرف شيء من العبادة لهم - وهو شرك أكبر -، والدعوة للتوحيد نشطة في صفوف الجهال.
الوجه الثالث: أن (طالبان) خاصة قد قامت بهدم بعض المشاهد الشركية كما ذكر ذلك وزير الأمر بالمعروف فيها، وقامت بمنع الشرك الأكبر عند القبور...[[1]]
الوجه الرابع: أن وجود الشرك من بعض الرعية لا يلزم منه وصف البلاد بأسرها بهذا الوصف، ولو كان الحال هكذا فإنه لا يوجد بلاد إسلام أبدا، فبلادنا مثلاً - في جزيرة العرب - يوجد فيها من المشركين: (الروافض) في المنطقة الشرقية والمدينة، و (الإسماعيلية) في نجران وما حولها، و (القبورية) من الصوفية في مكة وبعض مدن الحجاز، وليس وجودهم جاعلاً بلادنا بلادا شركية، وهكذا الكلام في (طالبان).
الوجه الخامس: أن بلاد الأفغان تحت حكم (طالبان) بالإجماع - من الموافق والمخالف - أفضل حالاً منها في وقت الأحزاب أيام الجهاد الأفغاني ضد الروس، وقد شهد العلماء للجهاد الأفغاني - وقت الأحزاب - بالفضل، وجعلوه جهادا إسلاميا، وحثوا الناس على الجهاد معهم، والإنفاق عليهم، ودعمهم، والدعاء لهم، وفتاوى أهل العلم...مشهورة معروفة في هذا الباب، ولو كان رأي أهل العلم في ذلك الزمن في مشروعية جهاد الأفغان محل خلاف لاستقصيت النقول عنهم، ولكن رأيهم في ذلك معروف للعامة فضلاً عن غيرهم...فإذا كان هذا رأي أهل العلم المعروفين ذلك الوقت، فما الذي غير هذا الحكم؟! فلماذا كان ذلك الجهاد إسلاميا لما كان العدو هم (الروس)، فلما كان العدو (أمريكا) لم يصر إسلاميا؟!
بل هم في هذا الوقت أولى بمسمى الجهاد الإسلامي من ثلاثة وجوه:
الأول: أن وضعهم في تطبيق الشريعة اليوم أفضل كثيرا من أيام الأحزاب.
الثاني: أنهم اليوم يد واحدة، وفي أيام الأحزاب كانوا أحزابا متفرقين.
الثالث: أنهم اليوم يواجهون هجوما شرسا من جميع دول الكفر - اليهودية والنصرانية والبوذية والهندوكية وغيرها - أما في أيام الأحزاب فقد كانوا يواجهون (الروس) فقط.
الوجه السادس: أن يقال لأصحاب هذه الشبهة: ما رأيكم في الجهاد الأفغاني الذي كان ضد الروس؟
إن قالوا: هو جهاد إسلامي.
فيقال: فما الفرق بينه وبين حال (طالبان) اليوم، والجميع يؤكد أن (طالبان) أفضل من (الأحزاب) بمراحل؟
وإن قالوا: حالهم كحال (طالبان) فهم مشركون قبوريون!
فيقال لهم: فأين أنتم يوم أن كان المشايخ وأهل العلم يحثون على نصرتهم ويدعمونهم، ويسمونه جهادا إسلاميا، ويصدرون الفتاوى - التي بلغت المئات - بوجوب نصرته، ويدعمونه بالأموال - التي بلغت المليارات - وعندما كانت الدولة تشجع الشباب على الالتحاق بصفوف المجاهدين الأفغان، ويجعلون تذكرة المجاهد مخفضة بنسبة 75 في المائة، واستمروا على ذلك سنين طويلة؟!
لماذا لم تحذروا منهم وتعلنوا عن قبوريتهم وشركهم في ذلك الوقت؟ لماذا لم يأت هذا التحذير إلا عندما صار عدوهم (أمريكا)؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟!
نعوذ بالله من الزيغ والهوى، وأسأل الله تعالى أن لا يجعلنا نراقب غيره في أقوالنا وأفعالنا.
الوجه السابع: أن يقال: هب أن تلك الدولة دولة مشركين؟ فإن فيها مسلمين موحدين في مناطق متعددة، وهم مستهدفون أيضا من (أمريكا)، ولو لم يكن فيها إلا مسلم موحد واحد فقط فإن إعانة (أمريكا) عليه كفر وردة.
الوجه الثامن: أن يقال: هب أن فيها تلك المنكرات، فإن غاية الأمر أن يكونوا كحال دولة المماليك في القرن الثامن والذين عرف عنهم تعظيم المشاهد وبنائها في مصر والشام، وهم الذين بنوا القبة النبوية، وانتشرت بينهم مذاهب الجهمية والاتحادية والصوفية وغيرها، وكثير من قضاتها على هذه المذاهب البدعية، ولكن كان أصل الإسلام موجودا، ولما حصل غزوهم من التتار هب علماء الإسلام، كشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره في وجوههم - مع أن علماء تلك الدولة من الجهمية والصوفية سجنوه وامتحنوه مرارا - ووقف مواقف مشهورة في معركة (مرج الصفر) عام 702، وأفتى بكفر من أعان التتار على المسلمين في وقته كما سبق، وحرّض المسلمين على قتالهم برسائل وفتاوى مشهورة.
الوجه التاسع: أن يقال: هب أن جميع من في بلاد (الأفغان) مشركون - عافاهم الله من ذلك ووقاهم وحماهم - فإن (أمريكا) قد حدّدت المرحلة الأولى في حربها ضد (الإرهاب) بـ 27 هدفا ضد بعض جماعات المسلمين في كشمير والفلبين ولبنان ومصر والجزائر وليبيا والصومال واليمن وأوزبكستان، فهل هؤلاء كلهم مشركون أيضا؟
الوجه العاشر: أن يقال: هب أن جميع الأهداف التي حددتها (أمريكا) في حملتها (الصليبية) هم من المشركين، فإن هذا لا يجيز بحال من الأحوال التعاون معهم، لأن هدفهم هو (الإسلام) بغض النظر عن (توحيد خالص) أو (مشوب بالشرك)...
الوجه الحادي عشر: أن المتتبع لتصريحات المسئولين في "أمريكا"، مع تحليلات الصحفيين فيها، يرى أن ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم هو (الدعوة الوهابية) التي (تفرّخ الأصوليين) كما يقولون، لذلك فدعوة التوحيد هي هدفهم الأول - ولو أخروا هذا الهدف إلى حين - ففي صحيفة (صنداي تلغراف) 23 سبتمبر 2001 كتب الصحفي (ستيفن سكوارت) مقالاً بعنوان (المسألة كلها بدأت من العربية السعودية)، وكان مما قاله فيه:
"وعليه فإننا يجب أن نسأل أنفسنا ما الذي جعل من هؤلاء الأفراد وحوشا؟ ما الذي يُحفّز نزعات العنف في ثاني أكبر أديان العالم، وأسرع الأديان نموا في أمريكا؟".
ثم قال: "إن الكثير منهم سوف يجيبونك بكلمة واحدة: إنها (الوهابية)، إنه صنف متوتر من الإسلام، انبثق أو ظهر، ليس خلال الحملات الصليبية، ولا حتى خلال حروب مقاومة الأتراك في القرن السابع عشر، وإنما منذ أقل من قرنين فقط، إنها حركة عنيفة، إنها قليلة الاحتمال، إنها شديدة التعصب للنموذج، لقد ظهرت في العربية السعودية، كما أنها النظام الديني الرسمي لدول الخليج، ثم إن الوهابية هي الاتجاه الأكثر تطرفا في الحركة الأصولية الإسلامية".
وقال: "الوهابية هي المقابل الإسلامي للطائفة البروتستانتية الأكثر تطرفا، إنها حركة متقشفة وتطالب بالعقاب لأولئك الذين يستمتعون بأي نوع من الموسيقى ما عدا الدف، وبالعقاب الصارم حتى الموت لممارسة السكر أو المحرمات الجنسية، وهي تدين من لا يصلون بوصفهم كفارا، في رؤية لم يحدث أن وُجدت في السابق، في السياق الرئيس للإسلام، إنها دعوة إلى الإسلام المجرد: صلوات وجيزة، ومساجد غير مزخرفة، وهدم للأضرحة، نظرا لأن المساجد المزخرفة والمقابر تعرض أنفسها أماكنَ للتقديس، وهو ما يحمل معنى الوثنية في العقل الوهابي، والوهابيون لا يسمحون حتى لاسم النبي محمد بأن يكون منقوشا على المساجد، كما لا يسمحون بأن يُحتفل بعيد ميلاده".
ومما جاء فيه: "إذا أرادت أمريكا أن تفعل شيئا مع الإسلام الراديكالي، فإن عليها أن تعقد اتفاقا مع العربية السعودية، إن الدول المخادعة - العراق، ليبيا، إلى آخره - هي أقل أهمية في التوجه الراديكالي للإسلام من العربية السعودية، إن العربية السعودية هي المسبب الوحيد الأكثر أهمية، والداعم للراديكالية والعقائدية، والتعصب الرئيس في الإسلام".
ونشرت صحيفة (نيويورك تايمز) مقالاً في عددها الصادر يوم الجمعة 3/ 8/ 1422 ه الموافق 19/ 10/ 2001 م اتهمت فيه مدارس السعودية بأنها تصنع الإرهاب من خلال بثّ الأفكار المتطرفة والمعادية للغرب في عقول أبنائها، وزعمت تلك الصحيفة الأمريكية أن كتب الدين الدراسية في مدارس السعودية تحتوي على تحذيرات للمسلمين من تكوين أي صداقات مع اليهود والمسيحيين: لأنهم كفرة وأعداء لهم.
ونشرت صحيفة (شيكاغو تريبيون) في يوم الأربعاء 15/ 7/ 1422 ه الموافق 3/ 10 / 2001 م مقالاً تكلمت فيه على (الوهابية) في الجزيرة العربية، وأنها منبع الأصولية الإسلامية الحديثة، ومما جاء في المقال: "أن الوهابية لا تتسامح مع الديانات الأخرى، وتفرض نظاما اجتماعيا متزمتا".
ومما جاء فيه أيضا: "أن السعودية اليوم هي مصدر الراديكالية الإسلامية، وما دامت أموال النفط هي التي تمول النفوذ الوهابي وتعمل على نشره، فستبقى للأصولية الإسلامية قاعدتها المالية والسياسية".
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية يوم الأربعاء 24/ 10/ 2001 عن (جوزيف بيدن) رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي قوله: "إنه يجب إبلاغ المملكة العربية السعودية بضرورة التوقف عن دعم المدارس الدينية التابعة لها وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة لها ولغيرها".
وقالت الإذاعة: "إن (بيدن) يزعم: أن السعوديين يوفرون جزءًا كبيرًا من تمويل المدارس الدينية المتشددة التي تمتلئ بمشاعر الكراهية للأمريكيين وتدرس المذهب الوهابي، الذي من المعتقد أن يكون أسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة قد تأثر به وكذلك حركة (طالبان) الحاكمة في أفغانستان".
فهدفهم هو (الوهابية) - مصدر التطرف والإرهاب - كما يقولون، والله غالب على أمره.


٭ ٭ ٭

__________________________ 

[1] - لا شك أن شعب (أفغانستان) كغيره من الشعوب من حيث تعدد العقائد والمناهج، ففيهم الجهلة، وفيهم المتعلمون، وفيهم السنة، وفيهم أهل البدع، وقد عانت بلاد الأفغان من الحروب وويلات الشيوعيين، ثم تلا ذلك حروب الأحزاب وما ترتب على ذلك من قتل وتشريد الآلاف من المسلمين، وساهم هذا كله في تفشي الجهل والأمية بينهم، وحين نتكلم..على "طالبان" لا ننفي وجود المنكرات هناك، ولا ندعي أنها سالمة من البدع، فهي دولة تحكم عددا من الأعراق والأجناس، بل و (طالبان) أنفسهم متعددو التوجهات، ففيهم من يميل لأهل الحديث، وفيهم من يميل للصوفية، وفيهم المتعصب، وفيهم المعتدل، لذا فنحن لا نزعم هنا أنها ليس عليها أخطاء في المنهج، ولكننا نقصد هنا بيان صدق حكومة (طالبان) في تطبيق الشريعة وفرضها على البلاد، وأن الساعي للكمال ليس كالمبتعد عنه، وناشد الإصلاح ليس كالمفسد، ومريد الخير ليس كالمعرض عنه، ومحب الشريعة وأهل الإسلام ليس كالمحارب لهم ...ولا شك أن المراقب لأفغانستان بعد قيام حكومة (طالبان) يرى أن راية الإسلام ترتفع يوما بعد يوم، وأنهم يسيرون من الحسن إلى الأحسن، فقد طبقت الشريعة الإسلامية، وأقيمت الحدود، وأمنت السبل، ومنعت المنكرات، وقضي على كثير من مظاهر الفساد، وكنا لا نزال نسمع عبر وسائل الإعلام المعادية أخبارا عنهم تثلج صدور المؤمنين، وسأذكر فيما يلي - باختصار - تاريخ قيام (طالبان) وأعمالها الجليلة في تطبيق الشريعة الإسلامية: لقد كان سبب نشوء حركة (طالبان) في أول عام 1415 هـ على أثر بعض جرائم قطع الطريق واختطاف عدد من النساء، على مرأى من (الملا محمد عمر) -
زعيم حركة (طالبان) - مما دعاه مع بعض طلبة العلم إلى أن يقاتلوا بأنفسهم قطاع الطرق ومحاولة إقامة الحدود، فقضوا عليهم في (قندهار) وما حولها، ثم بدأوا بالتوسع في مطاردة قطاع الطرق واللصوص حتى أقاموا محكمة شرعية في قندهار، ففر اللصوص وتفشى الأمن وانطلق الناس لشؤون حياتهم، ثم قاموا بإدخال الولايات الأفغانية، الولاية بعد الأخرى، تحت حكمهم، حتى سقطت كابل بيدهم في تاريخ 14/ 5/ 1417، بعدما أسقطوا قبلها كل الولايات الجنوبية والشرقية والغربية، ودخل تحت حكم الطلبة من الولايات سلما خلال سنة واحدة 20 ولاية من أصل 31 ولاية، وجميع فتوحاتهم في البداية كانت سلما لأن الشعب الأفغاني يعرف قادة الطلبة بعلمهم، وكان معهم كبار علماء أفغانستان وهو الأمر الذي دعا الأفغان جميعا أن ينظموا إليهم لأول وهلة، ثم بدأ زحفهم على الشمال - الذين يدعمهم الكفار كالروس والهنادكة - حتى بقي لهم 4% فقط من مجموع أرض أفغانستان، وكان من أعمال الطلبة عندما جاءوا تطبيق الشريعة الإسلامية على كل شبر سيطروا عليه في أي مكان، وكان من قراراتهم:
1 - سحب جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من أيدي القبائل التي كانت تستخدمها في النزاعات القبلية، ويستخدمها بعضهم في السطو وقطع الطرق.
2 - عملوا على إخراج (نجيب) وأخيه من مقر الأمم المتحدة في كابل الذي كان لاجئاً فيه، وأقاموا عليه حد الردة.
3 - قاموا بهدم جميع الأصنام التي كانت أمام الفنادق في كابل، خاصة أمام فندق (الانتركونتننتل).
4 - أسسوا المحاكم الشرعية في جميع الولايات التابعة لهم.
5 - أسسوا وزارة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه الوزارة لها صلاحيات واسعة جدا، وفي جميع المجالات.
ولها أعمال جليلة منها:
عملت على ضرب الجزية على الكفار، وأطلقوا عليهم اسم (أهل الذمة)، وألزموهم بأن يتميزوا بإشارات تميزهم عن المسلمين.
وعملت على الاهتمام بأمر الصلاة وإلزام الناس بها، وإغلاق المحلات بعد الآذان.
وعملت الوزارة على منع كل مظاهر الفسوق والكفر، فأغلقت محطة التلفزيون في كابل وقطعت البث التلفزيوني، وأسلمت الإذاعة وأسمتها إذاعة الشريعة، ودمرت جميع محلات المعازف والأغاني، ومنعت دخول أشرطة الأغاني وعزرت كل من يهربها، وأحالت دور السينما إلى قاعات للمحاضرات.
ومنعت حلق اللحى، ومنعت محلات حلاقتها.
وعملت على منع خروج النساء إلا بالحجاب، ولا السفر إلا بمحرم، وأخرجت جميع العاملات في الأماكن المختلطة من النساء، وتم منع الأجنبيات من دخول البلد.
ومنعوا دخول المجلات والصحف التي فيها مفاسد.
كما عملت الوزارة على محاربة المخدرات بشكل متدرج حتى تم القضاء على زراعتها في صيف عام 1420 حيث أصدرت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات بيانا نشر في وسائل الإعلام تحت عنوان (أفغانستان خالية من المخدرات)، وجاء فيه: أن لجنة دولية زارت أفغانستان للتأكد من عدم وجود زراعة المخدرات، وزارت هذه اللجنة 1271 موقعا كانت تزرع فيه المخدرات، فوجدت أن المخدرات قد استبدلت بمحاصيل زراعية مختلفة.
كما ذكر (مركز الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات) في بيانه الصادر في 15 أكتوبر من 2001: أن نسبة زراعة الأفيون قد انخفضت بنسبة 94% في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان، وترجع الأمم المتحدة السبب إلى الأوامر الصارمة التي أصدرها قائد الحركة الملا محمد عمر بتحريم زراعة الأفيون في المناطق الخاضعة لحكمه، وقد ذكر المركز أيضا أن أغلب الأفيون الصادر من أفغانستان فينتج حاليا في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب التحالف الشمالي.
كما عملت أيضا على تكسير جميع الأصنام الأثرية الموجودة في المتاحف، وعملت على هدم جميع الأصنام الكبار وخاصة تمثالي بوذا في باميان - على الرغم من معارضة العالم لها -.
وقررت أيضا منع التقاط "الإنترنت" بسبب ما فيها من فساد.
وعملت على إزالة بعض المشاهد التي على القبور، ومنعت الناس من مظاهر الشرك التي كانت تعمل عندها، وقد وضعوا سياجا حول بعض المقابر، وعلقوا لوحات مكتوب عليها آداب الزيارة الشرعية لها.
6 - وفي نظام التعليم: أغلقت مدارس البنات، لأنهم يقولون نحتاج إلى وقت لكي نعد مدرسات صالحات نثق بهن لتربية بنات المسلمين، والجدير بالذكر أن مقرر العقيدة
لديهم في جميع المراحل: هو كتاب (العقيدة الطحاوية)، ومن المواد المهمة لديهم مادة الجهاد وفقهه.
وكانت إمارة (طالبان) الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة المجاهدين الشيشان، وقد دعمتهم بكل ما تستطيع وفتحت أراضيها لهم.
هذا ملخص لأعمال هذه الإمارة خلال ست سنوات فقط من توليها الحكم في بلاد الأفغان، فقارن بينها وبين حال رأس الكفر (أمريكا)!
ولا شك أن مثل هذه الأعمال تقض مضاجع الكفار من صليبين وغيرهم الذين لا يريدون إقامة دولة إسلامية، فسعوا في حربها منذ ظهور تطبيقها للشرع...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام