(6) حَجّاج بن أرطاة بن ثَوْر بن هُبيرة بن شَراحيل بن كعب بن
سلامان ابن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَّخَع النخعي، أَبُو أرطاة الكوفي
الْقَاضِي: مشهور بالتدليس عن الضعفاء وغيرهم، كثير الخطأ، ليس بحجة.
- الجرح:
قال عبد الله بن المبارك:
كان الحجاج يدلس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي، والعرزمي
متروك لا نقر به.
وعن أبي بكر الباهلي، قال: سمعت يحيى يذكر: أن حجاجا لم
ير الزهري، وكان سيىء الرأي فيه جدا، ما رأيته أسوأ رأيا في أحد منه في حجاج،
ومحمد ابن إسحاق، وليث، وهمام، لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم.
وعن أبي عبيد القاسم بن سلام، يقول: ناظرت يحيى بن سعيد
القطان - يعني في حجاج بن أرطاة - وظننت أنه تركه - يعني: لا يروي عن الحجاج - من
أجل لبسه السواد، فقلت: لم تركته؟ فقال: للغلط، قلت: في أي شيء.
فحدث يحيى بغير حديث.
قال أبو عبيد: أذكر ههنا حديث زيد بن جبير عن خشف بن
مالك عن عبد الله في الديات.
وقال علي بن المديني: عن
يحيى بن سعيد: الحجاج بن أرطاة ومحمد بن إِسحاق عندي سواء، وتركت الحجاج عمدًا، ولم
أكتب عنه حديثا قط.
وقال أبو
بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معِين: صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن محمد بن عُبَيد
اللَّه العرزمي، عن عَمرو بن شعيب.
وسئل مرة أخرى عنه، فقال: ضعيف.
وعن زائدة ([1]) أنه قال: اطرحوا
حديث أربعة: حجاج بن أرطأة، وجابر، وحميد، والكلبي.
قال ابن
شاهين: وهذا الكلام في حجاج بن أرطأة من مثل زائدة بن قدامة عظيم، وقد وافقه على
ذلك يحيى بن معين في أحد قوليه.
وقال أبو طالب، عن أحمد بن حنبل: كان من الحفاظ، قيل:
فلم ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأن في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له
حديث إلا فيه زيادة.
وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 3/ 156 "عن
حرب بن إسماعيل، قال: قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل -: حديث الحجاج عن الزهري؟
قال: يقولون لم يلق الزهري، وكان يروي عن رجال لم يلقهم، وكأنه ضعفه".
وقال الميموني: سأله رجل - يعني أحمد بن حنبل - عن
الحجاج بن أرطاة ما شأنه؟ قال: شأنه أنه يزيد في الأحاديث.
وقال الحسن بن علي: سُئل أحمد بن حنبل: يحتج بحديث حجاج
بن أرطاة؟ فقال: لا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: حجاج بن أرطاة لم
يكن يحيى بن سعيد يرى أن يروي عنه بشيء. وقال: هو مضطرب الحديث.
وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث.
وقال الساجي: كان مدلسا، وكان صدوقا سيىء الحفظ، متكلم
فيه، ليس بحجة في الأحكام والفروج.
وقال الجوزجاني: كان يروي عن قوم لم يلقهم الزهري وغيره،
فيتثبت في حديثه.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال محمد بن نصر المروزي: الغالب على حديثه الإرسال،
والتدليس، وتغيير الألفاظ.
وقال أبو حاتم: صدوق، يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، وإذا
قال: حدثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيّن السماع، ولا يحتج بحديثه،
لم يسمع من الزهري، ولا من هشام بن عروة، ولا من عكرمة.
وقال يعقوب بن شيبة: واهي الحديث، في حديثه اضطراب كثير،
وهو صدوق، وكان أحد الفقهاء.
وقال ابن خزيمة: لا أحتج به إلا فيما قال: أخبرنا وسمعت.
وقال ابن حبان: كان صلِفا يروي عن عطاء وعمرو بن دينار،
وروى عنه شعبة والثوري، كان خرج مع المهدي إلى خراسان فولاه القضاء ومات في منصرفه
بالري سنة خمس وأربعين ومائة، تركه ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن
معين وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين، وكان قبل أن يخرج مع المهدي على شرطة
الكوفة لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وكان ابن إدريس يقول: سمعت الحجاج بن
أرطاة، يقول: لا يبتلى الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة، وكان يقول: أصلي معكم
حتى يزاحمني البقالون والحمالون، سمعت محمد بن إسحاق الثقفي، يقول سمعت العباس بن
محمد، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول: مجالد والحجاج بن أرطاة: لا يحتج بحديثهما.
حدثنا الهمداني، حدثنا عمرو بن علي، قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن الحجاج بن
أرطاة.
سمعت الحنبلي، يقول: سمعت أحمد بن زهير،
يقول: سئل يحيى بن معين عن الحجاج بن أرطاة؟ فقال: ضعيف ضعيف.
سمعت محمد بن
الليث الوراق، يقول: سمعت محمد بن نصر، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، عن
عيسى بن يونس، قال: كان الحجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة، فقيل له في ذلك، فقال:
أحضر مسجدكم هذا حتى يزاحمني فيه الحمالون والبقالون...
كان الحجاج مدلسا عمن رآه وعمن لم يره، وكان يقول: إذا حدثتني أنت بشيء عن شيخ لم
أبال أن أرويه عن ذلك الشيخ، وكان يروي عن أقوام لم يرهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن عدي: إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهري
وغيره، وربما أخطأ في بعض الروايات فأما أن يتعمد الكذب فلا، وهو ممن يكتب حديثه.
وضعفه الدارقطني، وقال في "سننه" 4/ 227:
"وترك الرواية عنه سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،
وعيسى بن يونس بعد أن جالسوه وخبروه، وكفاك بهم علما بالرجال ونبلا، قال سفيان ابن
عيينة: دخلت على الحجاج بن أرطاة وسمعت كلامه، فذكر شيئا أنكرته، فلم أحمل عنه شيئا،
وقال يحيى بن سعيد القطان: رأيت الحجاج بن أرطاة بمكة فلم أحمل عنه شيئا ولم أحمل أيضا
عن رجل عنه، كان عنده مضطربا، وقال يحيى بن معين: الحجاج بن أرطاة لا يحتج بحديثه،
وقال
عبد الله بن إدريس:
سمعت الحجاج يقول: لا يَنْبُلُ الرجلُ حتى يدع الصلاة في الجماعة ([2])،
وقال عيسى بن يونس: سمعت الحجاج يقول: أخرج إلى الصلاة يزاحمني الحمالون والبقالون،
وقال جرير: سمعت الحجاج، يقول: أهلكني حب المال والشرف".
وقال الحاكم: لا يحتج به.
وقال البيهقي في "السنن الكبرى": 1/ 159: ضعيف.
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 458:
"أحد الأعلام على لين في حديثه".
وقال في "المغني في الضعفاء" 1/ 149:
"تركه ابن مهدي والقطان، وقال أحمد: لا يحتج به. وقال
ابن معين والنسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يحتج به. وقال ابن عدي: ربما أخطأ
ولم يتعمد وقد وثق. وقال ابن معين: أيضا صدوق يدلس. خرج له مسلم مقرونا بغيره".
وقال الحافظ في "التقريب" (1119):
"صدوق كثير الخطأ والتدليس".
- التعديل:
عن أبي شهاب
الحناط، قال: قال لي شعبة: عليك بالحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق.
وعن حماد
بن زيد، قال: قدم علينا جرير بن حازم من المدينة فأتيناه، فتحدثنا عنده، فقال
جرير: حدثنا قيس بن سعد، عن حجاج بن أرطأة، قال: فلبثنا ما شاء الله، ثم قدم علينا
حجاج ابن ثلاثين أو إحدى وثلاثين - يعني سنة - فرأيت عليه من الزحام شيئًا لم أره
على حماد بن أبي سليمان، ورأيت مطر الوراق، وداود بن أبي هند، ويونس بن عبيد، جثاة
على ركبهم يقولون: يا أبا أرطأة ما تقول في كذا، ما تقول في كذا.
قال ابن
شاهين: ما ذكره حماد بن زيد في حجاج ونبله، وما رأى عِلْيَةً من العلماء يسألونه
ليس بداخل في الروايات، لأنه حكى أنه سمعهم يقولون: ما تقول في كذا؟ يريد الفقه،
وأبو حنيفة، فقد كان من الفقه على ما لا يدفع من علمه فيه، ولم يكن في الحديث
بالمرضي، لأن للأسانيد نقادًا، فإذا لم يعرف الإنسان ما يكتب وما يحدث به نسب إلى
الضعف، والله أعلم بذلك.
وعن يحيى بن آدم، قال: سمعت حماد بن زيد، يقول: كان الحجاج
أسرد للحديث من سفيان الثوري.
وعن سفيان
بن عُيينة: سمعت ابن أَبي نجيح يقول: ما جاءنا منكم مثله - يعني الحجاج بن أرطاة
-.
وقال حفص
بن غياث: قال لنا سفيان الثوري يوما: من تأتون؟ قلنا: الحجاج بن أرطاة، قال: عليكم
به فإنه ما بقي أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه.
وقال أبو زُرعة: صدوق، مدلس.
وقال العجلي: جائز الحديث إلا أنه صاحب إرسال، وكان يرسل
عن يحيى ابن كثير ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن مجاهد ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن
مكحول ولم يسمع منه شيئا، ويرسل عن الزهري ولم يسمع منه شيئا، فإنما يعيب الناس
منه التدليس.
وقال الخطيب: الحجاج أحد العلماء بالحديث والحفاظ له.
وقال الذهبي في "السير" 7/ 72: قد يترخص الترمذي ويصحح لابن أرطاة، وليس
بجيد.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
10 - شوال - 1439 هجري
٭ ٭ ٭