(40) عَمْرو بن شعيب بن مُحَمَّد بن عَبد اللَّه بن عَمْرو بن
العاص القرشي السهمي: ثقة.
- الجرح:
عن علي بن
المديني، قال: سمعت يحيى - يعني: ابن سعيد القطان - يقول: حديث عمرو بن شعيب عندنا
واه. "الجرح والتعديل" 6/ 238، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.
وعن علي - يعني: ابن المديني - سمعت سفيان بن عيينة، يقول:
كان
عمرو بن شعيب إنما يحدث عن أبيه، عن جده، وكان حديثه عند
الناس فيه شيء. "الجرح والتعديل" 6/ 238.
وعن معمر قال: سمعت أيوب، يقول لليث بن أبي سليم: شل يدك
بما سمعت من طاووس ومجاهد، وإياك وجواليقك: وهب بن منبه وعمرو بن شعيب فإنهما صاحبا
كتب. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.
وهو في "الجرح والتعديل" 6/ 238 لكن قال:
(فلان) بدلا عن (وهب بن منبه).
وعن أيوب قال: كنت إذا أتيت عمرو بن شعيب غطيت رأسي حياء
من الناس. "الكامل" لابن عدي 6/ 202.
وعن جرير، قال: كان مغيرة لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب.
"الجرح والتعديل" 6/ 238.
وفي "الكامل" 6/ 202: عن مغيرة، قال: كان لا يعبأ
بحديث سالم بن أبي الجعد وخلاس بن عمرو وأبي الطفيل وبصحيفة عبد الله بن عمرو...
عن مغيرة قال: ما يسرني أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي
بتمرتين أو بفلسين.
وعن عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول:
عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، إنما نكتب حديثه نعتبره، فأما أن يكون حجة فلا. "الضعفاء"
للعقيلي 3/ 273.
وقال الدوري في "تاريخ ابن معين" (5302): سمعت
يحيى يقول: إذا حدث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فهو كتاب ([1])،
هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يقول: أبي، عن جدي، عن
النبي r فمن ها هنا جاء ضعفه أو نحو
هذا من الكلام قاله يحيى، فإذا حدث عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أو عن
سليمان بن يسار أو عن عروة فهو ثقة عن هؤلاء أو قريب من هذا
الكلام قاله يحيى".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239:
أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سئل يحيى بن معين عن حديث عمرو بن
شعيب؟ فقال: ليس بذاك.
وعن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنه قال: عمرو بن
شعيب يكتب حديثه. "الجرح والتعديل" 6/ 239.
وعن أبي عمرو بن العلاء: كان قتادة، وعمرو بن شعيب لا يغث
عليهما شيء يأخذا عن كل أحد. "تهذيب الكمال" 22/ 68.
وقال أبو عبيد الآجرى: قيل لأبي داود: عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده: حجة؟ قال: لا، ولا نصف حجة. "تهذيب الكمال" 22/ 71 -72، و "ميزان
الاعتدال" 3/ 264.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه وما روى عنه الثقات فيذاكر
به. "الجرح والتعديل" 6/ 239.
وقال ابن حزم في "المحلى" 5/ 232:
"أما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده فصحيفة لا تصح
وقد تركوها حيث لا توافق تقليدهم".
- التعديل:
عن الأوزاعي قال: ما رأيت قرشيا أكمل من عمرو بن شعيب.
"الكامل" لابن عدي 6/ 203.
وقال البرذعيُّ: حدثني محمد بن إدريس، عن آخر، عن سلمة
بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: قلت لابن أبي نَجيح: ما تقول في عمرو بن شُعيب؟
فقال: شريفٌ. "سؤالاته" 2/ 727-728.
وعن علي بن ميمون الرقي قال: سمعت ابن عيينة، وسئل عن عمرو
بن شعيب؟ فقال: غيره خير منه، وقد روى عنه ثقات الناس: أيوب وعمرو بن دينار وقتادة
وعبيد الله بن عمر العمري. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.
وقال صدقة بن الفضل: عن يحيى بن سعيد القطان: إذا روى عنه
الثقات فهو ثقة يحتج به. "تهذيب الكمال" 22/ 67-68.
وعن الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن عمرو
بن شعيب؟ فقال: أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه، ومالك يروي
عن رجل عنه. "الجرح والتعديل" 6/ 238.
وقال محمد بن علي الجوزجاني الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو
بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟ قال: يقول: حدثني أبي، قلت: فأبوه سمع من عبد الله بن
عمرو؟ قال: نعم، أراه قد سمع منه. "تهذيب الكمال" 22/ 68-69.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: أصحاب الحديث إذا
شاؤوا احتجوا بعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وإذا شاؤوا تركوه. "سؤالاته"
(216)، و "الكامل" 6/ 202.
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 168: هذا
محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به، لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي.
وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عن عمرو بن شعيب؟ فقال:
ما شأنه؟ وغضب، وقال: ما أقول فيه روى عنه الأئمة. "الجرح والتعديل" 6/
239.
وقال الدوري في "تاريخ ابن معين" (874) عن ابن
معين: "وعمرو بن شعيب ثقة".
وقال ابن الجنيد في "سؤالاته" (654): "قلت
ليحيى: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ضعيف؟ فقال: كأنه ليس بذاك. قلت: فما روى
عن
سعيد بن المسيب وغيره؟ قال: عمرو بن شعيب ثقة".
وقال ابن طهمان في "سؤالاته" (71) عن ابن
معين: "عمرو بن شعيب ثقة. قيل له: فيما يروي عن أبيه؟ قال: كذا يقول أصحاب الحديث.
قلت له كانت صحيفة، قال: نعم".
وعن أبي عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب
عليهما بشيء إلا أنهما كانا لا يسمعان بشيء إلا حدثا به. "التاريخ
الكبير" 6/ 342، و "الضعفاء الصغير" (273)، و "الضعفاء" للعقيلي
3/ 274.
وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله،
والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه. "التاريخ
الكبير" 6/ 342-343، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 274.
وفي "تهذيب الكمال" 22/ 69 قال البخاري: رأيت أحمد
بن حنبل،
وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا
يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين.
قال البخاري: من الناس بعدهم.
وحكى الحسن بن سفيان، عن إسحاق بن راهويه قال عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر. "الكامل" 6/ 202.
وقال الدارمي: عمرو بن شعيب ثقة، روى عنه الذين نظروا في
الرجال مثل أيوب، والزهري، والحكم، واحتج أصحابنا بحديثه، وسمع أبوه من
عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس.
"تهذيب الكمال" 22/ 72-73.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239:
سئل أبي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أحب إليك أو بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده؟
فقال: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أحب إليّ.
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239:
سألت أبا زرعة عن عمرو بن شعيب؟ فقال: روى عنه الثقات مثل: أيوب السختياني، وأبي
حازم، والزهري، والحكم بن عتيبة، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه، عن جده،
وقال: إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وقال أبو زرعة: ما أقل
ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه، عن جده، من المنكر، وعامة هذه المناكير الذي يروى
عن عمرو بن شعيب إنما هي عن المثنى بن الصباح وابن لهيعة والضعفاء.
وقال: سئل أبو زرعة عن عمرو بن شعيب؟ فقال: مكي كأنه ثقة
في نفسه إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده.
وقال أحمد بن صالح: عمرو بن شعيب سمع من أبيه عن جده وكله
سماع، وعمرو بن شعيب ثبت وأحاديثه تقوم مقام الثبت. "الثقات" لابن شاهين
(841).
وقال الترمذي في "سننه" (641):
"عمرو بن شعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
العاص، وشعيب قد سمع من جده عبد الله بن عمرو، وقد تكلم يحيى بن سعيد في حديث عمرو
بن شعيب وقال: هو عندنا واه. ومن ضعفه، فإنما ضعفه من قبل أنه يحدث من صحيفة جده
عبد الله بن عمرو، وأما أكثر أهل الحديث فيحتجون بحديث عمرو بن شعيب، ويثبتونه
منهم: أحمد، وإسحاق وغيرهما".
وقال النسائي: ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس. "تهذيب الكمال"
22/ 72.
وقال العجلي: ثقة. "ترتيب ثقاته" (1388).
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 72-73:
" كان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن
إبراهيم يحتجون بحديثه وتركه ابن القطان وأما يحيى بن معين فمرض القول فيه.
سمعت الحنبلي يقول: أحمد بن زهير، يقول: سئل يحيى بن معين عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؟ فقال: ليس بذاك.
قال ابن حبان: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاووس وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة
يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء، وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة، لا يجوز
الاحتجاج عندي بشيء رواه عن أبيه عن جده، لان هذا الإسناد لا يخلو من أن يكون مرسلا
أو منقطعا لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فإذا روى عن أبيه فأبوه
شعيب وإذا روى عن جده وأراد عبد الله بن عمرو جد شعيب فإن شعيبا لم يلق عبد الله بن
عمرو والخبر بنقله هذا منقطع، وإن أراد بقوله عن جده، جده الأدنى فهو محمد بن عبد الله
بن عمرو، ومحمد بن عبد الله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلا، والمرسل والمنقطع
من الأخبار لا يقوم بها حجة...
فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه
عن جده والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه، ولولا كراهة التطويل لذكرت من مناكير
أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل على وهن هذا الإسناد".
ولما ذكر الدارقطني كلام ابن حبان: لم يصحح سماع شعيب من
جده عبد الله، قال: هذا خطأ قد روى عبيد الله العمري - وهو من الأئمة - عن عمرو بن
شعيب، عن أبيه قال: (كنت عند عبد الله بن عمرو فجاء رجل فاستفتاه في مسألة فقال لي:
يا شعيب امض معه إلى عبد الله بن عباس)
فقد صح بهذا سماع شعيب من جده عبد الله.
وقد أثبت سماعه منه أحمد بن حنبل وغيره. "إكمال تهذيب
الكمال" 10/ 190.
وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة إلا أنه إذا روى
عن أبيه، عن جده على ما نسبه أحمد بن حنبل يكون ما يرويه، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، لأن جده عنده هو محمد بن عبد الله بن عمرو، محمد ليس له صحبة، وقد
روى عن عمرو بن شعيب أئمة الناس وثقاتهم، وجماعة من الضعفاء إلا أن أحاديثه، عن أبيه،
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبه الناس مع احتمالهم إياه، ولم يدخلوه في صحاح
ما خرجوه وقالوا: هي صحيفة. "الكامل" 6/ 205.
فتعقبه الذهبي في "الميزان" 3/ 266، بقوله:
"هذا لا شيء، لأن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو
الذي رباه حتى قيل إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا
قال: عن أبيه، ثم قال: عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شعيب، وبعضهم
تعلل بأنها صحيفة رواها وجادة، ولهذا تجنبها أصحاب الصحيح، والتصحيف يدخل على الرواية
من الصحف بخلاف المشافهة بالسماع".
وقال السلمي في "سؤالاته" (228): سألتُه -
يعني: الدارقطني - عن حديث عمرو بنِ شعيب، عن أبيه، عن جده؟ فقال: إذا قال: عن أبيه،
عن جده يوهم أن يكون جده الأعلى، أو جده الأدنى، ما لم يُبيِّن، فإذا بيَّن فهو
صحيحٌ، ولم يَترك حديثَه أحدٌ من الأئمَّةِ".
وقال في "سننه" 3/ 474 - الرسالة:
"حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا محمد بن علي الوراق،
قال: قلت
لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟ قال: يقول
حدثني أبي، قال: قلت: فأبوه سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم أراه قد سمع منه، سمعت
أبا بكر النيسابوري، يقول: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص،
وقد صح سماع عمرو بن شعيب، عن أبيه شعيب، وصح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو".
وقال 3/ 475-476:
"حدثنا محمد بن الحسن النقاش، حدثنا أحمد بن تميم، قال:
قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: شعيب والد عمرو بن شعيب سمع من
عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، قلت له: فعمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده يتكلم الناس فيه؟ قال: رأيت علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والحميدي، وإسحاق
بن راهويه يحتجون به، قال: قلت: فمن يتكلم فيه يقول ماذا؟ قال: يقولون إن عمرو بن شعيب
أكثر أو نحو هذا".
وقال الحاكم في "المستدرك" 2/ 65:
"قد أكثرت في هذا الكتاب الحجج في تصحيح روايات عمرو
بن شعيب إذا كان الراوي عنه ثقة ولا يذكر عنه أحسن من هذه الروايات، وكنت أطلب الحجة
الظاهرة في سماع شعيب بن محمد، عن عبد الله بن عمرو فلم أصل إليها إلى هذا الوقت، حدثني
أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه النيسابوري،
حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه:
(أن رجلا أتى عبد الله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأة، فأشار إلى
عبد الله بن عمر فقال: اذهب إلى ذاك، فسله. قال شعيب: فلم
يعرفه الرجل، فذهبت معه فسأل ابن عمر فقال: بطل حجك. فقال الرجل: فما أصنع؟ قال: أحرم
مع الناس، واصنع ما يصنعون، وإذا أدركت قابلا، فحج وأهد فرجع إلى عبد الله بن عمرو
وأنا معه، فقال: اذهب إلى ابن عباس فسله، قال شعيب: فذهبت معه إلى ابن عباس فسأله،
فقال له كما قال ابن عمر، فرجع إلى عبد الله بن عمرو وأنا معه، فأخبره بما قال ابن
عباس ثم قال: ما تقول أنت؟ فقال قولي مثل ما قالا).
وقال الحاكم:
"هذا حديث ثقات رواته حفاظ، وهو كالآخذ باليد في صحة
سماع
شعيب بن محمد، عن جده عبد الله بن عمرو" وأقره
الذهبي.
وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 397:
"وسماع شعيب بن محمد بن عبد الله صحيح من جده عبد الله،
لكن يجب أن يكون الإسناد إلى عمرو صحيحا".
وقال ابن عبد البر في "التقصي لما في الموطأ من حديث
النبي صلى الله عليه وسلم" (ص
515):
"حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مقبول عند أكثر
أهل العلم بالنقل، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان،
قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: عمرو بن شعيب
هو عمرو بن شعيب بن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن العاص، سمع عمرو بن شعيب من أبيه، وسمع
أبوه شعيب من عبد الله بن عمرو بن العاص".
وقال في "التمهيد" 3/ 62:
"قال يعقوب بن شيبة: ما رأيت أحدا من أصحابنا ممن ينظر
في الحديث وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئا، وحديثه عندهم صحيح وهو ثقة ثبت
والأحاديث التي أنكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء زوروها عنه وما روى عنه الثقات
فصحيح، قال: وسمعت علي بن المديني يقول: قد سمع أبوه شعيب من جده عبد الله بن عمرو،
قال علي: وعمرو بن شعيب عندنا ثقة وكتابه صحيح".
وقال أبو بكر الحازمي في "الاعتبار" (ص 42):
"عمرو بن شعيب: ثقة باتفاق أئمة الحديث، وإذا روى عن
غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه، عن جده، فالأكثرون على
أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع، وقد روى عنه خلق من التابعين.
وذكر الترمذي في كتاب (العلل) عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة
البخاري أنه قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح".
وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 576:
"عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص:
فيه كلام طويل فالجمهور على توثيقه وعلى الاحتجاج بروايته عن أبيه، عن جده".
وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 29-30:
"أثبت الدارقطني وغيره من الأئمة سماع شعيب من عبد الله،
وقال أبو بكر النيسابوري: صح سماع شعيب من جده عبد الله... إن الصحيح المختار صحة الاحتجاج
به عن أبيه عن جده كما قاله الأكثرون".
وقال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" 4/ 341:
"إنّ الحديث الضعيف خير من الرأي، ليس المراد به الضعيف
المتروك، لكن المراد به الحسن، كحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وحديث إبراهيم
الهجري، وأمثالهما ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه".
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 266:
"قد ذكر البخاري، وأبو داود، وغير واحد أنه سمع من جده.
وفي حديث محمد بن عبيد الله، والدراوردي كلاهما عن عبيد الله
بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه: أنه سمع عبد الله بن عمرو يسأل عن محرم وقع على
امرأته. ففي هذا الخبر أنه سمع من جده ومن ابن عباس وابن عمر، وصرح البخاري في ترجمة
شعيب بأنه سمع من جده عبد الله، وهذا لا ريب فيه.
أما رواية شعيب، عن أبيه محمد بن عبد الله فما علمتها صحت،
فإن محمدا قديم الوفاة، وكأنه مات شابا... إن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي
رباه حتى قيل إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا قال:
عن أبيه، ثم قال: عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شعيب...".
وقال 3/ 268:
"ولسنا نقول: إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو
من قبيل الحسن".
وقال الحافظ في "التقريب" (5050):
"صدوق".
وقال في "تهذيب التهذيب" 8/ 54، وعنه السخاوي
في "فتح المغيث" 4/ 190:
"فإذا شهد له ابن معين أن أحاديثه صحاح غير أنه لم
يسمعها، وصح سماعه لبعضها، فغاية الباقي أن يكون وِجادة صحيحة، وهو أحد وجوه
التحمل".
وقال السيوطي في "تدريب الراوي" 2/ 732-733:
"ألف العلائي جزءا مفردا في صحة الاحتجاج بهذه النسخة
والجواب عما طعن به عليها، قال: ومما يحتج به لصحتها احتجاج مالك بها في (الموطأ)،
فقد أخرج عن عبد الرحمن بن حرملة عنه حديث: (الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة
ركب).
وذهب قوم إلى ترك الاحتجاج به، وحكاه الآجري عن أبي داود،
وهو رواية عن ابن معين، قال: لأن روايته عن أبيه عن جده كتاب ووجادة، فمن هنا جاء ضعفه،
لأن التصحيف يدخل على الراوي من الصحف ولذا تجنبها أصحاب الصحيح.
وقال ابن عدي: روايته عن أبيه عن جده مرسلة، لأن جده محمدا
لا صحبة له.
وقال ابن حبان: إن أراد جده عبد الله فشعيب لم يلقه، فيكون
منقطعا، وإن أراد محمدا فلا صحبة له فيكون مرسلا.
قال الذهبي وغيره: وهذا قول لا شيء، لأن شعيبا ثبت سماعه
من عبد الله، وهو الذي رباه لما مات أبوه محمد.
وهذا القول اختاره الشيخ أبو إسحاق في اللمع، إلا أنه
احتج بها في المهذب.
وذهب الدارقطني إلى التفرقة بين أن يفصح بجده أنه عبد
الله فيحتج به، أو لا فلا، وكذا إن قال عن جده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه مما يدل على أن مراده عبد الله.
وذهب ابن حبان إلى التفرقة بين أن يستوعب ذكر آبائه
بالرواية أو يقتصر عن أبيه عن جده، فإن صرح بهم كلهم فهو حجة، وإلا فلا، وقد أخرج
في (صحيحه) له حديثا واحدا هكذا: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله
بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو، عن أبيه مرفوعا: (ألا أحدثكم بأحبكم إلي
وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة) الحديث.
قال العلائي: ما جاء فيه التصريح برواية محمد عن أبيه في
السند، فهو شاذ نادر".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
12 - ربيع الأول - 1440 هجري
٭ ٭ ٭