words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين (41)



(41) العوام بن حمزة المازني البَصريّ: صدوق.


- الجرح:

قال الدوري في "تاريخ ابن معين" (4244): سمعت يحيى، يقول: العوام بن حمزة يروي عنه يحيى بن سعيد، وغندر، وليس حديثه بشيء.

وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن العوام بن حمزة؟ فقال: له أحاديث مناكير، روى عنه يحيى. "العلل" (3284)، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 413.

وقال الحافظ في "لسان الميزان" 9/ 388: مختلف فيه.
وقال في "التقريب" (5210): صدوق ربما وهم.
قلت: هذا القيد فيه نظر، ذلك أن العوام لم يذكروا له وهما، ووثقه
اسحاق بن راهويه، وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه، فقال: شيخ، قيل له: فكيف ترى استقامة حديثه؟ قال: لا أعلم إلا خيرا.
وقال الآجري: قلت لأبى داود: العوام بن حمزة؟ قال: يحدث عنه يحيى القطان، قلت لأبي داود: قال عباس عن يحيى - يعني ابن معين -: ليس بشيء.
قال: ما نعرف له حديثا منكرا.
وقال في موضع آخر: سألت أبا داود عنه فقال: ثقة.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال ابن عدي: قليل الحديث، وأرجو أنه لا بأس به.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وأما قول الإمام أحمد له أحاديث مناكير، فإن هذا ليس بجرح فيمن قيلت فيه، قال الحافظ في "الفتح" 1/ 453 - بعد نقله قول الإمام أحمد في
يزيد بن عبد الله بن خصيفة أنه منكر الحديث -:
"هذه اللفظة يطلقها أحمد على من يغرب على أقرانه بالحديث عرف ذلك بالاستقراء من حاله وقد احتج بابن خصيفة مالك والأئمة كلهم".

وقال اللكنوي في "الرفع والتكميل" (ص 97 - 98):
"فعليك يا من ينتفع من "ميزان الاعتدال" وغيره من كتب أسماء الرجال ألا تغتر بلفظ الانكار الذي تجده منقولا من أهل النقد في الأسفار، بل يجب عليك أن تثَّبَّتَ وتفهمَ أن المنكر إذا أطلقه البخاري على الراوي فهو ممن لا تحل الرواية عنه، وأما إذا أطلقه أحمد ومن يحذو حذوه فلا يلزم أن يكون الراوي ممن لا يحتج به، وأن تفرق بين (رَوَى المناكير أو يروي المناكير، أو في حديثه نكارة) ونحو ذلك وبين قولهم: (منكر الحديث) ونحو ذلك، فإن العبارات الأولى لا تقدح الراوي قدحا يعتد به والأخرى تجرحه جرحا معتدا به، وأن لا تبادر بحكم ضعف الراوي بوجود (أنكرُ ما رَوَى)، في حق روايته في "الكامل" و"الميزان" ونحوهما فإنهم يطلقون هذا اللفظ على الحديث الحسن والصحيح أيضا بمجرد تفرد راويها.
وأن تفرق بين قول القدماء هذا حديث منكر، وبين قول المتأخرين هذا حديث منكر، فإن القدماء كثيرا ما يطلقونه على مجرد ما تفرد به راويه وإن كان من الأثبات، والمتأخرين يطلقونه على رواية راو ضعيف خالف الثقات".
وقال السخاوي في "فتح المغيث" 2/ 130:
"قال ابن دقيق العيد في "شرح الالمام" قولهم روى مناكير لا يقتضي بِمُجَرَّدِهِ ترك روايته حتى تكثر المناكير في روايته وينتهي إلى أن يقال فيه منكر الحديث، لأن منكر الحديث وصْف في الرجل يستحق به الترك لحديثه، والعبارة الأخرى لا تقتضي الدَّيْمُومَة، كيف وقد قال أحمد بن حنبل في محمد بن ابراهيم التيمي: يروي أحاديث منكرة. وهو ممن اتفق عليه الشيخان وإليه المرجع في حديث إنما الاعمال بالنيات".
فالخلاصة أن الإمام أحمد ويحيى القطان وغيرهما يطلقون المنكر على التفرد، وليس على المخالفة فتنبه لهذا فإنه مهم.

- التعديل:

قال يحيى القطان: ما أقرَبَهُ من مسعود بن علي، ومسعود: لم يكن به بأس. "التاريخ الكبير" للبخاري 7/ 67، و "الجرح والتعديل" 7/ 23.

وقال إسحاق بن راهويه: بصري، ثقة. "تهذيب الكمال" 22/ 426.

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 23:
"سئل أبو زرعة عن العوام بن حمزة المازني؟ فقال: شيخ، قيل: كيف ترى استقامة حديثه؟ فقال لا أعلم إلا خيرًا".

وقال الآجري في "سؤالاته" (563): سألت أبا داود عن العوام بن حمزة؟ فقال: ثقة.
وقال (355): قلت لأبي داود: قال عباس: عن يحيى بن معين إنه ليس بشيء؟ قال: ما نعرف له حديثا منكرا.

وقال النسائي: ليس به بأس. "تهذيب الكمال" 22/ 426.

وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 299.

وقال ابن عدي في "الكامل" 7/ 103: هو قليل الحديث وأرجو أنه لا بأس به.


كتبه 
أبو سامي العبدان
حسن التمام
15 - ربيع الأول - 1440 هجري

٭ ٭ ٭

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2018

الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين (40)



(40) عَمْرو بن شعيب بن مُحَمَّد بن عَبد اللَّه بن عَمْرو بن العاص القرشي السهمي: ثقة.


- الجرح:

عن علي بن المديني، قال: سمعت يحيى - يعني: ابن سعيد القطان - يقول: حديث عمرو بن شعيب عندنا واه. "الجرح والتعديل" 6/ 238، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.

وعن علي - يعني: ابن المديني - سمعت سفيان بن عيينة، يقول: كان
عمرو بن شعيب إنما يحدث عن أبيه، عن جده، وكان حديثه عند الناس فيه شيء. "الجرح والتعديل" 6/ 238.

وعن معمر قال: سمعت أيوب، يقول لليث بن أبي سليم: شل يدك بما سمعت من طاووس ومجاهد، وإياك وجواليقك: وهب بن منبه وعمرو بن شعيب فإنهما صاحبا كتب. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.
وهو في "الجرح والتعديل" 6/ 238 لكن قال: (فلان) بدلا عن (وهب بن منبه).
وعن أيوب قال: كنت إذا أتيت عمرو بن شعيب غطيت رأسي حياء من الناس. "الكامل" لابن عدي 6/ 202.

وعن جرير، قال: كان مغيرة لا يعبأ بصحيفة عمرو بن شعيب. "الجرح والتعديل" 6/ 238.
وفي "الكامل" 6/ 202: عن مغيرة، قال: كان لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد وخلاس بن عمرو وأبي الطفيل وبصحيفة عبد الله بن عمرو...
عن مغيرة قال: ما يسرني أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي بتمرتين أو بفلسين.

وعن عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: عمرو بن شعيب له أشياء مناكير، إنما نكتب حديثه نعتبره، فأما أن يكون حجة فلا. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.

وقال الدوري في "تاريخ ابن معين" (5302): سمعت يحيى يقول: إذا حدث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، فهو كتاب ([1])، هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وهو يقول: أبي، عن جدي، عن النبي r فمن ها هنا جاء ضعفه أو نحو هذا من الكلام قاله يحيى، فإذا حدث عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب أو عن
سليمان بن يسار أو عن عروة فهو ثقة عن هؤلاء أو قريب من هذا الكلام قاله يحيى".
وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ قال: سئل يحيى بن معين عن حديث عمرو بن شعيب؟ فقال: ليس بذاك.
وعن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، أنه قال: عمرو بن شعيب يكتب حديثه. "الجرح والتعديل" 6/ 239.

وعن أبي عمرو بن العلاء: كان قتادة، وعمرو بن شعيب لا يغث عليهما شيء يأخذا عن كل أحد. "تهذيب الكمال" 22/ 68.

وقال أبو عبيد الآجرى: قيل لأبي داود: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: حجة؟ قال: لا، ولا نصف حجة. "تهذيب الكمال" 22/ 71 -72، و "ميزان الاعتدال" 3/ 264.

وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه وما روى عنه الثقات فيذاكر به. "الجرح والتعديل" 6/ 239.

وقال ابن حزم في "المحلى" 5/ 232:
"أما حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده فصحيفة لا تصح وقد تركوها حيث لا توافق تقليدهم".

- التعديل:

عن الأوزاعي قال: ما رأيت قرشيا أكمل من عمرو بن شعيب. "الكامل" لابن عدي 6/ 203.

وقال البرذعيُّ: حدثني محمد بن إدريس، عن آخر، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، قال: قلت لابن أبي نَجيح: ما تقول في عمرو بن شُعيب؟ فقال: شريفٌ. "سؤالاته" 2/ 727-728.

وعن علي بن ميمون الرقي قال: سمعت ابن عيينة، وسئل عن عمرو بن شعيب؟ فقال: غيره خير منه، وقد روى عنه ثقات الناس: أيوب وعمرو بن دينار وقتادة وعبيد الله بن عمر العمري. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 273.
وقال صدقة بن الفضل: عن يحيى بن سعيد القطان: إذا روى عنه الثقات فهو ثقة يحتج به. "تهذيب الكمال" 22/ 67-68.

وعن الأثرم قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن عمرو بن شعيب؟ فقال: أنا أكتب حديثه وربما احتججنا به، وربما وجس في القلب منه، ومالك يروي عن رجل عنه. "الجرح والتعديل" 6/ 238.
وقال محمد بن علي الجوزجاني الوراق: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟ قال: يقول: حدثني أبي، قلت: فأبوه سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، أراه قد سمع منه. "تهذيب الكمال" 22/ 68-69.
وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: أصحاب الحديث إذا شاؤوا احتجوا بعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وإذا شاؤوا تركوه. "سؤالاته" (216)، و "الكامل" 6/ 202.
قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 5/ 168: هذا محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به، لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي.

وقال أبو حاتم: سألت يحيى بن معين عن عمرو بن شعيب؟ فقال: ما شأنه؟ وغضب، وقال: ما أقول فيه روى عنه الأئمة. "الجرح والتعديل" 6/ 239.
وقال الدوري في "تاريخ ابن معين" (874) عن ابن معين: "وعمرو بن شعيب ثقة".
وقال ابن الجنيد في "سؤالاته" (654): "قلت ليحيى: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ضعيف؟ فقال: كأنه ليس بذاك. قلت: فما روى عن
سعيد بن المسيب وغيره؟ قال: عمرو بن شعيب ثقة".
وقال ابن طهمان في "سؤالاته" (71) عن ابن معين: "عمرو بن شعيب ثقة. قيل له: فيما يروي عن أبيه؟ قال: كذا يقول أصحاب الحديث. قلت له كانت صحيفة، قال: نعم".

وعن أبي عمرو بن العلاء: كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يعاب عليهما بشيء إلا أنهما كانا لا يسمعان بشيء إلا حدثا به. "التاريخ الكبير" 6/ 342، و "الضعفاء الصغير" (273)، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 274.

وقال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله، والحميدي، وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه. "التاريخ الكبير" 6/ 342-343، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 274.
وفي "تهذيب الكمال" 22/ 69 قال البخاري: رأيت أحمد بن حنبل،
وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبا عبيد، وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، ما تركه أحد من المسلمين.
قال البخاري: من الناس بعدهم.

وحكى الحسن بن سفيان، عن إسحاق بن راهويه قال عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده كأيوب، عن نافع، عن ابن عمر. "الكامل" 6/ 202.

وقال الدارمي: عمرو بن شعيب ثقة، روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب، والزهري، والحكم، واحتج أصحابنا بحديثه، وسمع أبوه من
عبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس. "تهذيب الكمال" 22/ 72-73.

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239: سئل أبي عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أحب إليك أو بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده؟ فقال: عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أحب إليّ.

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 239: سألت أبا زرعة عن عمرو بن شعيب؟ فقال: روى عنه الثقات مثل: أيوب السختياني، وأبي حازم، والزهري، والحكم بن عتيبة، وإنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبيه، عن جده، وقال: إنما سمع أحاديث يسيرة، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها، وقال أبو زرعة: ما أقل ما نصيب عنه مما روى عن غير أبيه، عن جده، من المنكر، وعامة هذه المناكير الذي يروى عن عمرو بن شعيب إنما هي عن المثنى بن الصباح وابن لهيعة والضعفاء.
وقال: سئل أبو زرعة عن عمرو بن شعيب؟ فقال: مكي كأنه ثقة في نفسه إنما تكلم فيه بسبب كتاب عنده.

وقال أحمد بن صالح: عمرو بن شعيب سمع من أبيه عن جده وكله سماع، وعمرو بن شعيب ثبت وأحاديثه تقوم مقام الثبت. "الثقات" لابن شاهين (841).

وقال الترمذي في "سننه" (641):
"عمرو بن شعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وشعيب قد سمع من جده عبد الله بن عمرو، وقد تكلم يحيى بن سعيد في حديث عمرو بن شعيب وقال: هو عندنا واه. ومن ضعفه، فإنما ضعفه من قبل أنه يحدث من صحيفة جده عبد الله بن عمرو، وأما أكثر أهل الحديث فيحتجون بحديث عمرو بن شعيب، ويثبتونه منهم: أحمد، وإسحاق وغيرهما".
وقال النسائي: ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس. "تهذيب الكمال" 22/ 72.

وقال العجلي: ثقة. "ترتيب ثقاته" (1388).

وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 72-73:
" كان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم يحتجون بحديثه وتركه ابن القطان وأما يحيى بن معين فمرض القول فيه.
سمعت الحنبلي يقول: أحمد بن زهير، يقول: سئل يحيى بن معين عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؟ فقال: ليس بذاك.
قال ابن حبان: إذا روى عمرو بن شعيب عن طاووس وابن المسيب عن الثقات غير أبيه فهو ثقة يجوز الاحتجاج بما يروي عن هؤلاء، وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة، لا يجوز الاحتجاج عندي بشيء رواه عن أبيه عن جده، لان هذا الإسناد لا يخلو من أن يكون مرسلا أو منقطعا لأنه عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فإذا روى عن أبيه فأبوه شعيب وإذا روى عن جده وأراد عبد الله بن عمرو جد شعيب فإن شعيبا لم يلق عبد الله بن عمرو والخبر بنقله هذا منقطع، وإن أراد بقوله عن جده، جده الأدنى فهو محمد بن عبد الله بن عمرو، ومحمد بن عبد الله لا صحبة له فالخبر بهذا النقل يكون مرسلا، والمرسل والمنقطع من الأخبار لا يقوم بها حجة...
فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن جده والاحتجاج بما روى عن الثقات غير أبيه، ولولا كراهة التطويل لذكرت من مناكير أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل على وهن هذا الإسناد".
ولما ذكر الدارقطني كلام ابن حبان: لم يصحح سماع شعيب من جده عبد الله، قال: هذا خطأ قد روى عبيد الله العمري - وهو من الأئمة - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه قال: (كنت عند عبد الله بن عمرو فجاء رجل فاستفتاه في مسألة فقال لي: يا شعيب امض معه إلى عبد الله بن عباس)
فقد صح بهذا سماع شعيب من جده عبد الله.
وقد أثبت سماعه منه أحمد بن حنبل وغيره. "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 190.

وقال ابن عدي: عمرو بن شعيب في نفسه ثقة إلا أنه إذا روى عن أبيه، عن جده على ما نسبه أحمد بن حنبل يكون ما يرويه، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، لأن جده عنده هو محمد بن عبد الله بن عمرو، محمد ليس له صحبة، وقد روى عن عمرو بن شعيب أئمة الناس وثقاتهم، وجماعة من الضعفاء إلا أن أحاديثه، عن أبيه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم اجتنبه الناس مع احتمالهم إياه، ولم يدخلوه في صحاح ما خرجوه وقالوا: هي صحيفة. "الكامل" 6/ 205.
فتعقبه الذهبي في "الميزان" 3/ 266، بقوله:
"هذا لا شيء، لأن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه حتى قيل إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا قال: عن أبيه، ثم قال: عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شعيب، وبعضهم تعلل بأنها صحيفة رواها وجادة، ولهذا تجنبها أصحاب الصحيح، والتصحيف يدخل على الرواية من الصحف بخلاف المشافهة بالسماع".

وقال السلمي في "سؤالاته" (228): سألتُه - يعني: الدارقطني - عن حديث عمرو بنِ شعيب، عن أبيه، عن جده؟ فقال: إذا قال: عن أبيه، عن جده يوهم أن يكون جده الأعلى، أو جده الأدنى، ما لم يُبيِّن، فإذا بيَّن فهو صحيحٌ، ولم يَترك حديثَه أحدٌ من الأئمَّةِ".
وقال في "سننه" 3/ 474 - الرسالة:
"حدثنا أبو بكر النيسابوري، حدثنا محمد بن علي الوراق، قال: قلت
لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا؟ قال: يقول حدثني أبي، قال: قلت: فأبوه سمع من عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم أراه قد سمع منه، سمعت أبا بكر النيسابوري، يقول: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وقد صح سماع عمرو بن شعيب، عن أبيه شعيب، وصح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو".
وقال 3/ 475-476:
"حدثنا محمد بن الحسن النقاش، حدثنا أحمد بن تميم، قال: قلت لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري: شعيب والد عمرو بن شعيب سمع من
عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، قلت له: فعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده يتكلم الناس فيه؟ قال: رأيت علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والحميدي، وإسحاق بن راهويه يحتجون به، قال: قلت: فمن يتكلم فيه يقول ماذا؟ قال: يقولون إن عمرو بن شعيب أكثر أو نحو هذا".

وقال الحاكم في "المستدرك" 2/ 65:
"قد أكثرت في هذا الكتاب الحجج في تصحيح روايات عمرو بن شعيب إذا كان الراوي عنه ثقة ولا يذكر عنه أحسن من هذه الروايات، وكنت أطلب الحجة الظاهرة في سماع شعيب بن محمد، عن عبد الله بن عمرو فلم أصل إليها إلى هذا الوقت، حدثني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه النيسابوري، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه:
(أن رجلا أتى عبد الله بن عمرو يسأله عن محرم وقع بامرأة، فأشار إلى
عبد الله بن عمر فقال: اذهب إلى ذاك، فسله. قال شعيب: فلم يعرفه الرجل، فذهبت معه فسأل ابن عمر فقال: بطل حجك. فقال الرجل: فما أصنع؟ قال: أحرم مع الناس، واصنع ما يصنعون، وإذا أدركت قابلا، فحج وأهد فرجع إلى عبد الله بن عمرو وأنا معه، فقال: اذهب إلى ابن عباس فسله، قال شعيب: فذهبت معه إلى ابن عباس فسأله، فقال له كما قال ابن عمر، فرجع إلى عبد الله بن عمرو وأنا معه، فأخبره بما قال ابن عباس ثم قال: ما تقول أنت؟ فقال قولي مثل ما قالا).
وقال الحاكم:
"هذا حديث ثقات رواته حفاظ، وهو كالآخذ باليد في صحة سماع
شعيب بن محمد، عن جده عبد الله بن عمرو" وأقره الذهبي.

وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 7/ 397:
"وسماع شعيب بن محمد بن عبد الله صحيح من جده عبد الله، لكن يجب أن يكون الإسناد إلى عمرو صحيحا".

وقال ابن عبد البر في "التقصي لما في الموطأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم" (ص 515):
"حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه مقبول عند أكثر أهل العلم بالنقل، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان، قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: عمرو بن شعيب هو عمرو بن شعيب بن محمد بن
عبد الله بن عمرو بن العاص، سمع عمرو بن شعيب من أبيه، وسمع أبوه شعيب من عبد الله بن عمرو بن العاص".
وقال في "التمهيد" 3/ 62:
"قال يعقوب بن شيبة: ما رأيت أحدا من أصحابنا ممن ينظر في الحديث وينتقي الرجال يقول في عمرو بن شعيب شيئا، وحديثه عندهم صحيح وهو ثقة ثبت والأحاديث التي أنكروا من حديثه إنما هي لقوم ضعفاء زوروها عنه وما روى عنه الثقات فصحيح، قال: وسمعت علي بن المديني يقول: قد سمع أبوه شعيب من جده عبد الله بن عمرو، قال علي: وعمرو بن شعيب عندنا ثقة وكتابه صحيح".

وقال أبو بكر الحازمي في "الاعتبار" (ص 42):
"عمرو بن شعيب: ثقة باتفاق أئمة الحديث، وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه، عن جده، فالأكثرون على أنها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع، وقد روى عنه خلق من التابعين.
وذكر الترمذي في كتاب (العلل) عن محمد بن إسماعيل بن المغيرة البخاري أنه قال: حديث عبد الله بن عمرو في هذا الباب في باب مس الذكر هو عندي صحيح".

وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" 4/ 576:
"عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص: فيه كلام طويل فالجمهور على توثيقه وعلى الاحتجاج بروايته عن أبيه، عن جده".

وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 2/ 29-30:
"أثبت الدارقطني وغيره من الأئمة سماع شعيب من عبد الله، وقال أبو بكر النيسابوري: صح سماع شعيب من جده عبد الله... إن الصحيح المختار صحة الاحتجاج به عن أبيه عن جده كما قاله الأكثرون".

وقال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" 4/ 341:
"إنّ الحديث الضعيف خير من الرأي، ليس المراد به الضعيف المتروك، لكن المراد به الحسن، كحديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، وحديث إبراهيم الهجري، وأمثالهما ممن يحسن الترمذي حديثه أو يصححه".

وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 266:
"قد ذكر البخاري، وأبو داود، وغير واحد أنه سمع من جده.
وفي حديث محمد بن عبيد الله، والدراوردي كلاهما عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه: أنه سمع عبد الله بن عمرو يسأل عن محرم وقع على امرأته. ففي هذا الخبر أنه سمع من جده ومن ابن عباس وابن عمر، وصرح البخاري في ترجمة شعيب بأنه سمع من جده عبد الله، وهذا لا ريب فيه.
أما رواية شعيب، عن أبيه محمد بن عبد الله فما علمتها صحت، فإن محمدا قديم الوفاة، وكأنه مات شابا... إن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه حتى قيل إن محمدا مات في حياة أبيه عبد الله، فكفل شعيبا جده عبد الله، فإذا قال: عن أبيه، ثم قال: عن جده، فإنما يريد بالضمير في جده أنه عائد إلى شعيب...".
وقال 3/ 268:
"ولسنا نقول: إن حديثه من أعلى أقسام الصحيح، بل هو من قبيل الحسن".

وقال الحافظ في "التقريب" (5050):
"صدوق".
وقال في "تهذيب التهذيب" 8/ 54، وعنه السخاوي في "فتح المغيث" 4/ 190:
"فإذا شهد له ابن معين أن أحاديثه صحاح غير أنه لم يسمعها، وصح سماعه لبعضها، فغاية الباقي أن يكون وِجادة صحيحة، وهو أحد وجوه التحمل".

وقال السيوطي في "تدريب الراوي" 2/ 732-733:
"ألف العلائي جزءا مفردا في صحة الاحتجاج بهذه النسخة والجواب عما طعن به عليها، قال: ومما يحتج به لصحتها احتجاج مالك بها في (الموطأ)، فقد أخرج عن عبد الرحمن بن حرملة عنه حديث: (الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب).
وذهب قوم إلى ترك الاحتجاج به، وحكاه الآجري عن أبي داود، وهو رواية عن ابن معين، قال: لأن روايته عن أبيه عن جده كتاب ووجادة، فمن هنا جاء ضعفه، لأن التصحيف يدخل على الراوي من الصحف ولذا تجنبها أصحاب الصحيح.
وقال ابن عدي: روايته عن أبيه عن جده مرسلة، لأن جده محمدا لا صحبة له.
وقال ابن حبان: إن أراد جده عبد الله فشعيب لم يلقه، فيكون منقطعا، وإن أراد محمدا فلا صحبة له فيكون مرسلا.
قال الذهبي وغيره: وهذا قول لا شيء، لأن شعيبا ثبت سماعه من عبد الله، وهو الذي رباه لما مات أبوه محمد.
وهذا القول اختاره الشيخ أبو إسحاق في اللمع، إلا أنه احتج بها في المهذب.
وذهب الدارقطني إلى التفرقة بين أن يفصح بجده أنه عبد الله فيحتج به، أو لا فلا، وكذا إن قال عن جده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه مما يدل على أن مراده عبد الله.
وذهب ابن حبان إلى التفرقة بين أن يستوعب ذكر آبائه بالرواية أو يقتصر عن أبيه عن جده، فإن صرح بهم كلهم فهو حجة، وإلا فلا، وقد أخرج في (صحيحه) له حديثا واحدا هكذا: عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن أبيه عبد الله بن عمرو، عن أبيه مرفوعا: (ألا أحدثكم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة) الحديث.
قال العلائي: ما جاء فيه التصريح برواية محمد عن أبيه في السند، فهو شاذ نادر".

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
12 - ربيع الأول - 1440 هجري


٭ ٭ ٭



[1] - تحرّفت هذه اللفظة في مطبوع "الضعفاء" للعقيلي 3/ 274 إلى (كذاب!).




الأحد، 18 نوفمبر 2018

الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين (39)



(39) عُمَر بن أَبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهرِيّ المدني: لا بأس به.


- الجرح:

عن علي - يعني: ابن المديني - قال سمعت يحيى بن سعيد، قال: كان شعبة يضعف عمر بن أبي سلمة. "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة - السفر الثالث 2/ 264، و "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 1/ 146 و 6/ 117-118، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 164، و "الكامل" 6/ 77.
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول: لم يسمع شعبة من عمر بن أبي سلمة شيئا. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 164.
وقال إسحاق بن الهياج، عن أبي قدامة: قلت لعبد الرحمن بن مهدي: شعبة أدرك عمر بن أبي سلمة، ولم يحمل عنه؟ قال: أحاديثه واهية. "تهذيب الكمال" 21/ 376.
وقال أبو داود: شعبة لم يرو عن عمر بن أبي سلمة لأنه كان يخضب بالسواد. "سؤالات الآجري" (1279).

وقال علي بن المديني: عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف روى عنه سعد بن إبراهيم وأبو عوانة وهشيم، وتركه شعبة. "الجرح والتعديل" 6/ 118.

وعن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: سعد بن إبراهيم أثبت من عمر بن أبي سلمة خمسين مرة. "العلل ومعرفة الرجال" (1875).

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 118: أخبرنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إليّ، قال: سُئل يحيى بن معين عن عمر بن أبي سلمة؟ فقال: الذي روى عنه هشيم ضعيف الحديث. وهو في "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة - السفر الثالث 2/ 264، وقال ابن أبي خيثمة: "يعني هشيما هو ضعيف هذا الحديث وحده عنه".
قلت: وهذه فائدة عزيزة، ففيه أن ابن معين لا يضعف عمر بن أبي سلمة مطلقا ولكن ضعّف حديثا رواه عنه هشيمٌ، وسيأتي أن ابن معين قال فيه: لا بأس به، وصحّح له حديثا، واستحسن آخر، وقد نبّه إلى هذا الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 65 لكنه قال:
"يعني أبو زكريا هشيمًا ضعيف الحديث عنه" وعبارة ابن أبي خيثمة توحي بأنه حديث واحد، والله أعلم.
وقال ابن سعد: كان كثير الحديث وليس يحتج بحديثه. "الطبقات الكبرى" - متمم التابعين - (ص 235).

وقال الجوزجاني: ليس بالقوي في الحديث. "أحوال الرجال" (248).

وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (467): ليس بالقوي.
وقال في "سننه" (4980)، وفي "عمل اليوم والليلة" (188): ليس بالقوي في الحديث.

وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه. "تهذيب الكمال" 21/ 378.

وقال الحافظ الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق" (260):
"ليس بالقوي قاله النسائي وضعفه ابن معين".

وقال الحافظ في "التقريب" (4910): صدوق يخطئ.
وقال في "الفتح" 11/ 48: صدوق فيه ضعف.

- التعديل:

قال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 1:
"أحمد بن إسحاق الحضرمي البصري أبو إسحاق أخو يعقوب سمع يحيى بن سعيد القطان يقول: عمر بن أبي سلمة أحب إليّ من محمد بن عمرو".
وجاء في "العلل ومعرفة الرجال" (909) للإمام أحمد: "وكان يحيى بن سعيد يختار محمد بن عمرو على عمر".

وعن عبد الله بن أحمد: سألته (يعني: والده) عن عمر بن أبي سلمة؟ فقال صالح إن شاء الله. "العلل ومعرفة الرجال" (909).
وجاء في "الثقات" لابن شاهين (711)، و "المختلف فيهم" (ص 51): "صالح ثقة إن شاء الله".
وقال أبو داود: قلت لأحمد: عمر بن أبي سلمة؟ قال: صالح، قيل لأحمد: هو أحب إليك، أو محمد بن عمرو؟ قال: هو أحب إلي، ويحيى زعموا كان يختار محمد بن عمرو عليه. "سؤالاته" (154).

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس به بأس. "التاريخ الكبير" لابن أبي خيثمة - السفر الثالث 2/ 264، و "تهذيب الكمال" 21/ 377.
وقال الدوري في "تاريخ ابن معين" (1371): سألت يحيى عن حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبى سلمة: حديث أبى هريرة (نفس بن آدم معلقة بدينه)؟ فقال: هو صحيح، هو سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبعضهم يقول: عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، ثم قال لي يحيى: تدرى من عمر بن أبي سلمة هذا، هذا الذي روى عنه هشيم، قلت ليحيى روى عنه سعد بن إبراهيم؟ قال: نعم".
وقال الدوري (1372): ذاكرت يحيى بن معين حديث سفيان، عن
سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مراء في القرآن كفر) فاستحسنه وقال: هذا أيضا عمر بن أبي سلمة الذي روى عنه هشيم".
وقال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين وسئل: عن حديث سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نفس المؤمن معلقة بدينه) قال: هو صحيح، وبعض المحدثين يقول: سعد، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، وبعض يقول: سعد، عن أبي هريرة.
وعمر بن أبي سلمة هو الذي روى عنه هشيم، ويروى بهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مراء في القرآن كفر). "التاريخ الكبير" - السفر الثالث 2/ 263-264.

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 6/ 118: أخبرنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: سألت أبي عن عمر بن أبي سلمة؟ فقال: صالح إن شاء الله، وكان يحيى بن سعيد يختار محمد بن عمرو على عمر.

وقال البخاري في "التاريخ الكبير" كما في "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 66، و "تهذيب التهذيب" 7/ 457: صدوق إلا أنه يخالف في بعض حديثه.

وقال أبو حاتم: هو عندي صالح صدوق في الأصل ليس بذلك القوي يكتب حديثه، ولا يحتج به يخالف في بعض الشيء. "الجرح والتعديل" 6/ 118.

وقال العجلي: مدني لا بأس به. "ترتيب ثقاته" (1349).

وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 164، وقال:
"روى عنه أهل المدينة، أمه أم ولد، قتله عبد الله بن علي بالشام سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقدم واسط فكتب عنه هشيم وأبو عوانة، وكان عمر على قضاء المدينة".

وقال ابن عدي في "الكامل" 6/ 85: متماسك الحديث لا بأس به.
وقال أبو أحمد الجرجاني: وعمر بن أبي سلمة حسن الحديث لا بأس به. "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 66.

وذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات"، وقال:
أرجو أن يكون لا بأس به. "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 66.

وقال الحافظ الذهبي في "الميزان" 3/ 201:
"قد صحح له الترمذي حديث: (لعن زوارات القبور)، فناقشه عبد الحق، وقال: عمر ضعيف عندهم، فأسرف عبد الحق".

وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 65: ذكره البرقي في باب: (من احتمل حديثه من المعروفين وتكلم فيه بعض أهل العلم) فزعم يحيى بن سعيد القطان أنه ضعيف.
وأكثر أهل العلم بالحديث يثبتونه.

وقال الحافظ في "الفتح" 13/ 327: فيه مقال لكن حديثه حسن.
وحسّن إسناد حديث هو أحد رجاله. "مختصر البزار" 1/ 643 و 667.

كتبه 
أبو سامي العبدان 
حسن التمام
10 - ربيع الأول - 1440 هجري

٭ ٭ ٭


السبت، 17 نوفمبر 2018

الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين (37)



(37) علي بن عاصم بن صهيب الواسطي أبو الحسن القرشي، التيمي، مولاهم: ضعيف.


- الجرح:

قال شعبة: لا تكتبوا عنه - يعني: علي بن عاصم -. "الضعفاء" لأبي زرعة 2/ 397، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 245، و "تاريخ بغداد" 11/ 452.

وقال يزيد بن زريع: أفادني علي بن عاصم أحاديث عن خالد الحذاء، فأتيت خالدا الحذاء، فأنكرها وما عرف منها واحدا، وأفادني عن هشام بن حسان، فأتيت هشاما فسألته عنه فأنكره وما عرفه. "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 6/ 198، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 245، و "تاريخ بغداد" 11/ 452.
وعن يزيد بن زريع قال: حدثنا علي، عن خالد تسعة عشر حديثا، فسألنا خالدا عن حديث فأنكره، ثم آخر فأنكره، ثم ثالث فأنكره، فأخبرناه فقال: كذاب فاحذروه. "التاريخ الأوسط" للبخاري 2/ 295، و"الضعفاء" للعقيلي 3/ 245، و "تاريخ بغداد" 11/ 452.

وعن عثمان بن أبي شيبة يقول: كنا عند يزيد بن هارون أنا وأخي أبو بكر، فقلنا يا أبا خالد، علي بن عاصم أيش حاله عندك؟ فقال: حسبكم ما زلنا نعرفه بالكذب. "الضعفاء" لأبي زرعة 2/ 396، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 245، و "تاريخ بغداد" 11/ 454.
وعن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: سمعت يزيد بن هارون - وكفاك بيزيد - إذا ذكر علي بن عاصم رماه بالكذب غير مرة ولا مرتين. "تاريخ ابن معين" - رواية ابن محرز 2/ 213 و 242.

وعن ابن المبارك قال: قلت لعباد بن العوام: يا أبا سهل ما بال صاحبكم؟ - يعني علي بن عاصم - قال: ليس ننكر عليه أنه لم يسمع، ولكنه كان رجلا موسرا وكان الورّاقون يكتبون له، فنراه أتى من كتبه التي كتبوها له. "تاريخ بغداد" 11/ 446.

وعن عفان قال: قدمت أنا وبهز واسطا، فدخلنا على علي بن عاصم، فقال: ممن أنتما؟ فقلنا من أهل البصرة، فقال: من بقي؟ فجعلنا نذكر
حماد بن زيد ومشايخ البصريين، ولا نذكر له إنسانا إلا استصغره، فلما خرجنا قال بهز: ما أرى هذا يفلح. "تاريخ بغداد" 11/ 448-449.

وقال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، قال: حدثنا وكيع، وذكر علي بن عاصم، فقال: خذوا من حديثه ما صح ودعوا ما غلط، أو ما أخطاء فيه، قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: كان أبي يحتج بهذا، وكان يقول: كان يغلط ويخطئ، وكان فيه لجاج، ولم يكن متهمًا بالكذب. "العلل" (70).
وقال عبد الله: حدثني أبي، قال: حدثنا محمد بن سواء، قال: حدثنا
كثير بن قنبر، قال أبي: وقال علي بن عاصم: كثير بن همير أخطأ فيه. "العلل" (1982).
وقال عبد الله: سمعتُ أبي يقول: سمعت هشيمًا يقول: إلى مثل إسماعيل فاذهبوا، قال: يعرض بعلي بن عاصم. "العلل" (4908)، و "الضعفاء" للعقيلي 3/ 245.
وقال أبو داود: سمعت أحمد ذكر حديث عطاء: يحتش المحرم، قال: هذا الذي غلط فيه علي بن عاصم، فقال: لا يرى بأسًا أن يختتن المحرم، يعني صحف في (يحتش)، فقال: (يختتن). "سؤالاته" (444).
وقال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل: قال أبي: علي بن عاصم مثل الناس يغلط، أتراه أضعف من ابن لهيعة؟! "الجرح والتعديل" 6/ 198.
وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/109: "كان أحمد بن حنبل رحمه الله، سيء الرأي فيه".
وقال سلمة بن شبيب: سألت أحمد بن حنبل عن علي بن عاصم؟ فقال: يكتب حديثه. "الكامل" لابن عدي 6/ 326.

وعن عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: كان علي بن عاصم كثير الغلط، وكان إذا غلط فرد عليه لم يرجع.
وقال في موضع آخر: سمعت أبي يقول: كان علي بن عاصم معروفا بالحديث وكان يغلط في الحديث، وكان يروي أحاديث منكرة.
وبلغني أن ابنه قال له: هب لي من حديثك عشرين حديثا فأبى. "تاريخ بغداد" 11/ 447.
يعني: أن ابن ابنه قال له: تترك عشرين حديثا فلا تحدث بها مما أنكرها الناس عليه. "تاريخ بغداد" 11/ 451.
وعن عبد الله بن علي بن المديني قال: سمعت أبي يقول: أتيت علي بن عاصم بواسط فنظرت في أثلاث كثيرة، فأخرجت منها قدر مائتي طرف، قال: فذهبت إليه فحدث عن مغيرة عن إبراهيم في التمتع، قال: فقلت له إنما هذا عن مغيرة رأي حماد، قال: فقال: من حدثكم؟ قلت جرير، قال: ذاك الصبي لقد رأيت ذاك ناعسا ما يعقل ما يقال له، قال: مر شيء آخر؟ فقلت: يخالفونك في هذا؟! قال من؟
قلت أبو عوانة، قال وضاح ذاك العبد! قال أبي وقال: مر شيء؟ فقلت يخالفونك، قال: من؟ قلت إسماعيل بن إبراهيم، قال من إسماعيل بن إبراهيم؟ قلت: ابن علية، قال: ما رأيت ذاك يطلب حديثا قط، قال: وقال لشعبة: ذاك المسكين كنت أكلم له خالدا الحذاء فيحدثه. "تاريخ بغداد" 11/ 448.

وعن أبي حفص عمرو بن علي قال: وعلي بن عاصم فيه ضعف، وكان إن شاء الله من أهل الصدق. "تاريخ بغداد" 11/ 448.

وعن أبي علي صالح بن محمد الأسدي قال: علي بن عاصم ليس هو عندي ممن يكذب، ولكن يهم، وهو سيئ الحفظ، كثير الوهم يغلط في أحاديث يرفعها ويقلبها وسائر حديثه صحيح مستقيم. "تاريخ بغداد" 11/ 448.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إليّ، قال: سمعت أبي يقول: ما عتبت على علي بن عاصم في شيء إلا أنه كان يغلط فيلج ويستصغر أصحابه، فقال: ما منعك أن تروي؟ فقال: يمنعني ما تقول في علي بن عاصم، قال: أحاديثه الطوال أخذها من الصيادلة، ولم يحدث عنه أبي بشيء. "الجرح والتعديل" 6/ 199.
وعن ابن أبي خيثمة، حدثنا يحيى بن أيوب قال: قيل يوما لابن علية إن علي بن عاصم قال: كنت أدخل إلى خالد الحذاء وابن علية بالباب. قال: سبحان الله! ويكذب؟ ما سمعت من خالد حديثا على بابه، سبحان الله ويكذب؟ ما أتيت باب خالد. "تاريخ بغداد" 11/ 453.

وقال ابن محرز: سمعت يحيى بن معين يقول: علي بن عاصم كذاب ليس بشيء. "تاريخ ابن معين" 1/ 50.
وعن معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقي، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: على بن عاصم ليس بثقة. "الجرح والتعديل" 6/ 198، و "الكامل" 6/ 325.
وجاء في "الكامل" 6/ 325 أيضا، وفي تاريخ بغداد" 11/ 453: ليس بشيء.
وقال يحيى: رأيت علي بن عاصم ينظر إلى مد الدجلة في سنة مد الدجلة فيها، فقلت له حديث خالد عن مطرف عن عياض بن حمار؟ قال: حدثنا خالد، عن مطرف بن عبد الله بن عياض بن حمار، عن أبيه قال: فقلت له إنما هو مطرف بن عبد الله، عن عياض بن حمار، قال: لا، إنما هو مطرف غير ذاك قال: قلت له انظر في كتابك، فقال: أنا أحفظ من كتابي، قال يحيى: فقلت في نفسي: كذبت. "الضعفاء" للعقيلي 3/ 245، و "الكامل" 6/ 325، و "تاريخ بغداد" 11/ 453.
وعن محمد بن أحمد بن يعقوب، حدثنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عن علي بن عاصم؟ فقال: ليس بشيء ولا يحتج به، قلت ما أنكرت منه؟ قال الخطأ والغلط، قلت ثم شيء غير هذا؟ قال: ليس ممن يكتب حديثه. "تاريخ بغداد" 11/ 449.

وقال البخاري: ليس بالقوي عندهم. "التاريخ الكبير" 6/ 290، و "الضعفاء الصغير" (266).
وقال في "التاريخ الأوسط" 2/ 295: "يتكلمون فيه".
وقال: "أما أنا فلا أكتبه يعني حديث علي بن عاصم".


وعن محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثنا جدي، قال: سمعت
علي بن عاصم على اختلاف أصحابنا فيه، منهم من أنكر عما يخالفه الناس فيه، ولجاجته فيه، وثباته على الخطأ، ومنهم من تكلم في سوء حفظه واشتباه الأمر عليه في بعض ما حدث به من سوء ضبطه وتوانيه عن تصحيح ما كتب الوراقون له، ومنهم من قصته عنده أغلظ من هذه القصص، وقد كان - رحمة الله علينا وعليه - من أهل الدين والصلاح والخير البارع، شديد التوقي، وللحديث آفات تفسده. "تاريخ بغداد" 11/ 445.

وقال أبو حاتم: لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به. "الجرح والتعديل" 6/ 199.

وقال النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (430): ضعيف.
وفي "الكامل" لابن عدي 6/ 326، و "تاريخ بغداد" 11/ 454: قال النسائي: علي بن عاصم متروك الحديث.

وقال أبو زرعة: علي بن عاصم تكلم بكلام سوء ما أقل
من حدث عنه من أصحابنا. "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم 8/ 103، وذكره أبو زرعة في "الضعفاء" 2/ 394 - 397 و 640.

وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 113:
"كان ممن يخطئ ويقيم على خطئه فإذا بين له لم يرجع... والذي عندي في أمره ترك ما انفرد به من الأخبار والاحتجاج بما وافق الثقات لأن له رحلة وسماعا وكتابة وقد يخطئ الإنسان فلا يستحق الترك وأما ما بين له من خطئه فلم يرجع فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كان كما حدث به".

وقال ابن عدي في "الكامل" 6/ 331:
"والضعف بين على حديثه".

وقال الدارقطني: علي بن المديني يقول: إن علي بن عاصم حدث عن التيمي، عن أبي مجلز، قال رأيت ابن عباس يرمي الجمار وهو صائم، قال علي: وإنما هو ابن عياش، قال الشيخ: وكان يغلط فيه ويثبت على غلطه، كذلك حدثناه عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، حدثنا علي بن المديني بهذا. "سؤالات السلمي" (246).

وقال الحافظ في "التقريب" (4758): صدوق يخطئ ويصر.
وقال في "التلخيص" 2/ 516: كثير الغلط.
وقال في "الفتح" 2/ 424: ضعيف الحفظ.
وقال في "هدي الساري" (ص 353): ضعيف.

وقال المعلمي في "التنكيل" 2/ 580:
"فأما علي بن عاصم فالذي يظهر من مجموع كلامهم فيه أنه خلط في أول أمره ثم تحسنت حاله، وبقي كثرة الغلط والوهم، فما حدث به أخيرا ولم يكن مظنة الغلط فهو جيد".

- التعديل:

عن العباس بن صالح قال: سألت أسود بن سالم قلت بلغني أن وكيعا كان يقدم علي بن عاصم ويرفع أمره؟ فقال لي أسود بن سالم: إنما قال وكيع - وذكره يوما -: لو تركوا ما يغلط فيه وأخذوا غيره لكان.
"تاريخ بغداد" 11/ 447.
وعن علي بن خشرم قال: سمعت وكيع بن الجراح يقول: أدركت الناس والحلقة لعلي بن عاصم بواسط، قيل له: يا أبا سفيان إنه يغلط؟! قال: دعوه وغلطه. "تاريخ بغداد" 11/ 447.
وعن عبيد بن يعيش قال: رجعنا مع وكيع عشية جمعة وكان معنا ابن حنبل وخلف، فكان وكيع يحدث خلفا فقال له: من بقي عندكم؟ فذكر شيوخا وقال: عندنا علي بن عاصم، قال وكيع: فعلي بن عاصم ما زلنا نعرفه بالخير، قال خلف: إنه يغلط في أحاديث، قال: فدعوا الغلط وخذوا الصحاح فإنا ما زلنا نعرفه بالخير. "تاريخ بغداد" 11/ 446.

وعن علي بن شعيب قال: حضرت يزيد بن هارون وهم يسألونه متى سمعت من فلان؟ وأين سمعت من فلان؟ وهو يخبرهم، قلت له: من كان يسأله؟ قال يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، فقالوا له: فعلي بن عاصم؟ قال سمعت منه، قالوا له كان يغمز بشيء؟ أو يتكلم فيه إذ ذاك بشيء؟ فقال معاذ الله، كانت حلقته بحيال حلقة هشيم ولكنه كان لا يجالسهم، وكتب ولم يجالس فوقع في كتبه الخطأ، وكان يستصغر الناس ويزدريهم. "تاريخ بغداد" 11/ 448.
وعن يحيى بن أبي طالب، حدثنا بعض أصحابنا قال: اجتمع عند يزيد بن هارون أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين فلم يزالا عنده حتى ارتفع النهار، فقال لهما يزيد: قد تعالى النهار فانصرفا، قال فانصرفا ودخل يزيد منزله، قال فمضيا، فلقيهما لاق فقال مات علي بن عاصم قال: فقال أحمد: ارجع بنا حتى نعزي أبا خالد، قال: فرجعنا فدق أحمد الباب، قال: من هذا؟ قال: أحمد ويحيى، قال: فقال: ألم أقل لكما قد ارتفع النهار فانصرفا، قال: فقال أحمد يا أبا خالد أعظم الله أجرك في علي، قال: فقال: ادخلوا فقال لهما: مات علي بن عاصم؟ قالا نعم! قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم بقي باكيا ساعة ثم قال: يرحمك الله يا أبا الحسن ما علمتك إلا العفيف المسلم، ولقد تورعت عما دخلنا فيه من إتياننا هؤلاء السلاطين، ولقد كنا نكرم بك عند المحدثين ويحدثونا، فرحمك الله فإن مصيبتك عظيمة - أو كما قال - فقال له يحيى: يا أبا خالد إلا إنه تلاج في تلك الأحاديث التي غلط فيها، قال: فغضب يزيد ثم قال: ويحك يا يحيى، أتقول إن عليا أقام عليها وهو يعلم أنها عنده خطأ؟ والله لئن قلت ذاك لقد أثمت - أو كما قال - تتوهم على علي أنه كان يقيم على ذلك؟! ويحك يا يحيى لا يكون خصمك يوم القيامة، قال: فقال له أحمد: يا أبا خالد، قد والله نهيته عن ذلك فأبى علي، وقلت له هات ما أخطأ علي ومات عليه، وما أخطأ شريك ومات عليه، فإن لم يكن خطأ شريك أكثر من خطئه وقد نصحته وأرجو أن يقبل منك، فقال يزيد: اتق الله ولا تلق الله بما تقول فيه. "تاريخ بغداد" 11/ 454-455.

وعن محمد بن حرب، قال: سمعت علي بن عاصم يقول: استعار مني أبو عوانة كتاب أبي علي الرحبي فذهب به. "الكامل" لابن عدي 6/ 326.

وعن ابن عرفة قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن علي بن عاصم؟ فقال: هو والله عندي ثقة وأنا أحدث عنه. "الكامل" لابن عدي 6/ 326.
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي، قال: قيل ليحيى بن معين إن أحمد بن حنبل قال: إن علي بن عاصم ثقة، قال: لا والله ما كان علي عنده قط ثقة ولا حدث عنه بحرف قط فكيف صار اليوم عنده ثقة؟!. "الجرح والتعديل" 6/ 199.
وقال أبو داود: سمعت أحمد، قيل له: علي بن عاصم؟ قال: أما أنا فأحدث عنه، وحدثنا عنه. "سؤالاته" (440).
وقال أبو داود: سمعت أحمد، قيل له: عاصم بن علي بن عاصم؟ قال: حديثه حديث مقارب، حديث أهل الصدق، ما أقل الخطأ فيه، ولكن أبوه كان يهم في الشيء، قام من الإسلام بموضع، أرجو أن يثيبه الله به الجنة. "سؤالاته" (441).
وقال ابن أبي حاتم: أخبرنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إليّ، قال: قال أحمد بن حنبل: ما صح من حديث علي بن عاصم فلا بأس به. "الجرح والتعديل" 6/ 199.
وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبي، حدثنا ابن أبي الثلج، قال: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن علي بن عاصم؟ فقال ما له؟ يكتب حديثه، أخطأ يترك خطأه ويكتب صوابه، قد أخطأ غيره. "الجرح والتعديل" 6/ 198-199.
وعن محمد بن يحيى النيسابوري قال: قلت لأحمد بن حنبل في علي بن عاصم - وذكرت له خطأه - فقال أحمد: كان حماد بن سلمة يخطئ - وأومأ أحمد بيده - خطأ كثيرا، ولم ير بالرواية عنه بأسا. "تاريخ بغداد" 11/ 447.
وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، ثم قال لي عبد الله بن أحمد: إن أباه أمره أن يدور على كل من نهاه عن الكتابة عن
علي بن عاصم فيأمره أن يحدث عنه. "تهذيب التهذيب" 7/ 348.

وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 446:
"كان علي بن عاصم من ذوي الأحوال والاتساع في الدنيا، ولم يزل ينفق في طلب العلم، ويفضل على أهله قديما وحديثا".
وقال 11/ 449:
"ومما أنكره الناس على علي بن عاصم وكان أكثر كلامهم فيه بسببه حديث محمد بن سوقة - يعني (من عزى مصابا فله مثل أجره) ثم ساق بإسناده - عن إبراهيم بن مسلم، قال: حضرت وكيعا وعنده أحمد بن حنبل وخلف المخرمي فذكروا علي بن عاصم، فقال خلف: إنه غلط في أحاديث، فقال: وكيع وما هي؟ فقال: حديث محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من عزى مصابا فله مثل أجره"، فقال وكيع: حدثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله.
قال وكيع: وحدثنا إسرائيل بن يونس، عن محمد بن سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من عزى مصابا فله مثل أجره" ... قال وكيع: "ومن يسلم من الغلط؟ هذا شعبتكم، هات حتى أعد مائة حديث مما غلط فيه، هذا سفيان عد حتى أعد عليك ثلاثين حديثا مما غلط".
وقال العقيلي في "الضعفاء" 3/ 246:
"(من عزى مصابا فله مثل أجره) لم يتابعه عليه ثقة".

وقال العجلي: كان ثقة معروفا بالحديث والناس يظلمونه في أحاديث يسألون أن يدعها فلم يفعل. "ترتيب ثقاته" (1304).

كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
9 - ربيع الأول - 1440 هجري


٭ ٭ ٭

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام