words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 23 يونيو 2018

الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين (5)


(5) الحارث بن عبد الله الأعور الهمْداني الحُوتي الخارفي، أبو زهير الكوفي (صاحب علي رضي الله عنه): متروك.


- الجرح:

قال الشعبي: كان كذابا.
وأخرج البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 273، و "التاريخ الأوسط" 1/ 156، وفي "الضعفاء" (61)، والعقيلي في "الضعفاء" 1/ 208 عن أحمد ابن يونس، عن زائدة، عن مغيرة، عن إِبراهيم، أَنه اتَّهَمَ الحارثَ".
تنبيه: سقط من مطبوع "التاريخ الكبير" (مغيرة)، وأثبت هذا السقط الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 3/ 298.
وعن جرير، عن حمزة الزيات، قال: سمع مرة الهمداني من الحارث الأعور شيئا فأنكره فقال له: اقعد حتى أخرج إليك فدخل مرة الهمداني واشتمل على سيفه وأحس الحارث بالشر فذهب.
 وعن أبي إسحاق: زعم الحارث الأعور وكان كذوبا.
وقال أبو بكر بن عياش: لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره أرضى منه، وكانوا يقولون: إنه صاحب كتب كذاب.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان الحارث الأعور زيفا.
وترك ابن مهدي حديثه.
وقال بندار: أخذ يحيى – يعني القطان - وعبد الرحمن العلم من يدي، فضربا على نحو أربعين حديثا من حديث الحارث عن علي.
وقال علي بن المديني: كذاب.
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: سمعت أبي يقول: الحارث الأعور كذاب.
وقال أيضا: قيل ليحيى بن معين: الحارث صاحب علي؟ فقال: ضعيف.
وقال ابن سعد: وكان له قول سوء وهو ضعيف في روايته.
وقال الجوزجاني في "أحوال الرجال" (ص 31):
"وأمر الحارث في حديثه بيّن عند من لم يعم الله قلبه، وقد روى عن علي تشهدا خالف فيه الأمة، قال :كان يقول بسم الله خير الأسماء التحيات لله ما طاب فلله، وما خبث فلغيره أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، أشهد أنه نعم الرب ونعم الرسول محمد، السلام على نبي الله، السلام على أنبياء الله، السلام على المؤمنين والمؤمنات من غاب منهم ومن شهد. ونحو هذا، والتشهد عن ابن مسعود وأبي موسى وابن عباس كأنهم تكلموا بلسان واحد عن النبي r محفوظ مشهور".
وقال الترمذي في "سننه" 3/ 168:
"والحارث يضعف في الحديث".
وقال أبو زرعة: لا يحتج بحديثه.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي، ولا ممن يحتج بحديثه.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن حبان: كان الحارث غاليا في التشيع واهيا في الحديث.
وقال الدارقطني: الحارث ضعيف.
وقال ابن عدي: "وللحارث الأعور عن عليّ، وهو أكثر رواياته عن عَلِيّ وروى عن ابن مسعود القليل وعامة ما يرويه عنهما غير محفوظ".
وضعّفه البيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 12 و 4/ 260، وقال 1/ 232  2/ 120 و 143 و 382 و 3/ 212 و 6/ 267:
"لا يحتج به".
 وقال النووي في "شرح مسلم" 1/ 98:
"متفق على ضعفه".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 437:
"والجمهور على توهين أمره".

وقال الحافظ في "التقريب" (1029):
" كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف".

- التعديل

قال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: قد سمع من ابن مسعود، وليس به بأس.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي: سألت يحيى بن معين، قلت: أي شيء حال الحارث في علي؟ قال: ثقة.
قال عثمان: ليس يتابع عليه.
قلت: يعني الدارمي أن ابن معين تفرّد بتوثيقه، وقد تقدّم عن ابن معين تضعيفه إياه، فلعلّه مما استقرّ عليه رأيه أخيرًا.
وقال النسائي: ليس به بأس.
قلت: هذا نقله المزي في "تهذيب الكمال" 5/ 249، ولم أجده في كتب التراجم، وقد تقدّم أن النسائي قال: ليس بالقوي. وإيداعه للحارث في كتابه "الضعفاء والمتروكين" (114) دليل على توهينه إياه.
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 437:
"والنسائي مع تعنته في الرجال، فقد احتج به وقوّى أمره".
فتعقبه الحافظ في "تهذيب التهذيب" 2/ 147، بقوله:
"لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في "السنن" حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة، وآخر في "اليوم والليلة" متابعة، هذا جميع ما له عنده".
وقال ابن شاهين في "تاريخ الثقات" (282): "قال أحمد بن صالح: الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وأحسن ما روى عن علي، وأثنى عليه، سمع عليا رضي الله عنه، يقول: (من يشتري علمي بدرهم فذهب الحارث فاشترى صحيفة فجاء بها إلى علي، فأملا عليه) قيل لأحمد بن صالح: فقول الشعبي حدثنا الحارث وكان كذابا، فقال: لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه".
قلت: لقد أطلق عليه الكذب: الشعبي، وابن المديني، وأبو خيثمة، وجاء عن أبي بكر بن عياش، عن مغيرة، قال: لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث.
فهذا صريح لا يحتاج تأويلا، وكلمة (كذابا) لا تحتمل غير هذا إذ الشعبي قال حدثنا الحارث، ثم أعقبه ببيان حاله في الرواية، فهي لا تحتمل عنه إلا الكذب في الرواية، ومنه يعرف ما في قول الحافظ في ترجمته من "التقريب" (1029): "كذبه الشعبي في رأيه!".
وقال الذهبي في "الميزان" 1/ 437:
"والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي فلا!".
قلت: فعلى فرض أن المراد بالكذب أنه كان يكذب في لهجته وحكايته، ويكذب في رأيه، فهذا أيضا قادح صريحٌ في عدالته، موجبٌ لترك روايته، وصحّح ابن شاهين حديث الحارث عن علي محتجا بسؤال الحسن والحسين إياه عن حديث علي رضي الله عنه، وهذه القصة مدارها على شريك، عن جابر الجعفي.
والجعفي: متروك، ثم أين رواية الحسن والحسين عن الحارث؟! فلم نجد لهما رواية عنه، هذا على فرض ثبوت قصة سؤالهما إياه، فالظاهر أنهما لم يثقا به، فلهذا تركا حديثه، ولا غرو فالحارث اعترض على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله لعمران بن طلحة بن عبيد الله "والله إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله عز وجل فيهم: {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين} [الحجر: 47]، قال الحارث الأعور: الله أجل من ذلك وأعدل، قال: فقال علي: فمن هم إذن لا أبا لك؟! قال منصور: وذكر محمد بن عبد الله: أن عليا تناول دواة فحذف بها الأعور يريد بها وجهه فأخطأه".
أخرجه العقيلي في "الضعفاء" 1/ 210، وابن حبان في "الثقات" 5/ 217 -218، والحاكم 3/ 376، وصححه، وهو أيضا في "معرفة علوم الحديث" (ص 137)، والبيهقي 8/ 173، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 119 و 43/ 506، وجاء عند أحمد في "فضائل الصحابة" (1300)، والحاكم 2/ 353، وصححه "فقال رجل من همدان: إن الله أعدل من ذلك فصاح عليه عليٌّ صيحة تداعى لها القصر، قال: فمن إذن إذا لم نكن نحن أولئك؟!".


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
8 - شوال - 1439 هجري




٭ ٭ ٭


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام